| مذكرات مصاص الدماء | |
|
+13بيلا مصرية ايزابيل مغروره بس معذوره .... sara we bs Ayaamr ديورا العنقاء love vampires الكترا nor al3eon G0LLieT new-moon الفراشة السحرية 17 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل السادس "الجزء الاول" الثلاثاء مارس 29, 2011 8:33 am | |
| بنات مش حاخليكم تستنو كثير ..ترجمت جزء من الفصل السادس ...وان شاء الله هاليومين راح انزله كامل ----------------------
الفصل السادس ( 1 )
الفصل السادس
26 سبتمبر
مذكرتي العزيزة :
آسفة ، لقد مر وقت طويل منذ أن كتبت لك ، ويصعب علي شرح السبب ، إلا أنه حدثت الكثير من الأشياء الغريبة في الآونة الأخيرة ، أشعر بالخوف بمجرد التحدث عنها حتى لكِ .
أول هذه الأشياء الرهيبة التي حدثت ، في اليوم الذي كنا فيه أنا وبوني وميريديث في المقبرة ، رجل عجوز تعرض لهجوم مميت كاد معه أن يفارق الحياة . لم تجد الشرطة الفاعل حتى الآن ، والناس يظنون أن هذا الرجل العجوز مجنون ، لأنه عندما استعاد وعيه أخذ يهذي ويتكلم بأشياء غريبة عن " عيون في الظلام " وأشجار البلوط وأمور أخرى ، لكنني أذكر تماماً ماذا حدث لنا في المقبرة ذلك اليوم ، وأتساءل إن كان الرجل مجنون فعلاً ! ، إن ذلك يخيفني جداً .
بدا الجميع خائفون مما حدث لفترة ، واعتاد الأطفال على البقاء في البيوت وعدم الخروج بعد حلول الظلام ، وإذا تحركوا فإنهم يتحركون في مجموعات ، لكن مرت ثلاث أسابيع حتى الآن ، ولم يحدث هجوم ثاني ، لذلك خفت حدة الإثارة الدائرة حول الحادث .
خالتي جوديث تقول بأن الفاعل لابد أن يكون متشرد آخر مثله ، والد تايلر سمولوود يظن أن الرجل العجوز هو من فعل ذلك لنفسه ، لكن أتمنى حقاً رؤية شخصٍ ما يعض حنجرته !! .
لكن عموماًً أكثر ما كان يشغلني هو الخطة ب ، لقد سارت بشكل جيد حتى الآن منذ أن بدأت ، فقد تلقيت عدة رسائل وباقة من الورود الحمراء من جان كلود ( خال ميريديث بائع أزهار ) ، والجميع تقريباً نسي أنني كنت يوماً مهتمة بستيفان ، لذلك استعدت كرامتي ، ومكانتي الاجتماعية في أمان ، حتى كارولين لم تثر أية مشكلة .
في الحقيقة ، لا أعرف ما الذي تفعله كارولين هذه الأيام ، وبصراحة لا أهتم ، لم أعد أراها على الغداء أو بعد المدرسة ، ربما تكون أبعدت تماماً عن مجموعتها .
الشيء الوحيد الذي يهمني حالياً هو ستيفان .
حتى بوني وميرديث لم تدركا حتى الآن مدى أهمية ستيفان بالنسبة لي ، أخاف أن أخبرهما ، سيظنان إنني مجنونة . عندما أكون في المدرسة أبدو هادئة ومسيطرة على الأمور ، لكن من الداخل فإن حالتي تزداد سوءً يوماً بعد يوم .
خالتي جوديث بدأت تقلق علي ، تقول إنني لا آكل جيداً هذه الأيام ، وهي محقة . لا يبدو علي أنني أركز في دروسي ، أو حتى بالتسلية مثل جمع التبرعات لجمعية الهانتد هاوس أو ( البيت المسكون ) التي تهتم بكل شيء يخص عيد الهالوين ، لم أعد أركز على شيء إلا عليه هو ، ولا أفهم حتى لماذا !
لم يكلمني منذ ذلك اليوم الفظيع ، لكني سأخبرك شيئاً غريباً ، في الأسبوع الماضي تحديداً في حصة التاريخ ، رفعت بصري لأنظر إليه فوجدته يحدق فيّ ، لقد كان يفصل بيننا بضعة مقاعد ، وكان مستديراً في مقعده جالساً بشكل جانبي ، فقط ينظر إلي ، للحظة شعرت بالخوف ، وبدأ قلبي يخفق بقوة ، وبقينا فقط نحدق في بعضنا ... وبعد لحظات ابعد نظره عني ، وتكررت تلك الحادثة بعد تلك المرة مرتين أخريين ، وكنت أشعر بعينيه تنظران إلى حتى دون أن أنظر إليهما ، هذه هي الحقيقة حرفياً وليست من مخيلتي .
إنه لا يشبه أي فتى عرفته من قبل .
فهو يبدو منعزلاً ووحيداً ، لكن مع ذلك فإن هذا خياره ، فلقد لاقى نجاحاً باهراً مع فريق كرة القدم ، لكنه لم يخرج مع أي من الشبان ، باستثناء مات ، فهو الوحيد الذي يتحدث إليه ، ولم يخرج أيضاً مع أيٍ من الفتيات ، هذا ما أراه ، لذلك أظن أن إشاعة ( العميل السري ) قد حققت مفعولها .
يبدو أنه يتجنب الجميع ، كما أنهم يتجنبونه أيضاً ، إنه يختفي ما بين الحصص ، وبعد تدريبات كرة القدم ، ولم أره مرة واحدة في الكافتيريا ، لم يدعو أحد أبداً إلى غرفته في النزل ، ولم يزر المقهى أبداً بعد المدرسة .
إذاً كيف يمكنني الاستفراد به في أي مكان بينما هو يهرب مني دائماً ؟ هذه هي لب المشكلة في الخطة ب .
قالت بوني : " لماذا لا تعلقين معه في عاصفة رعدية فتتعانقان من أجل الحفاظ على دفء جسديكما ؟ " بينما اقترحت ميريديث أن تتعطل سيارتي أمام النزل ، لكن كلاً من الفكرتين غير عمليتين ، وأنا تقريباً بدأت أجن وأنا أفكر في طريقة أفضل .
كل يوم يمرعلي يكون أسوأ من سابقه ، أشعر كأنني ساعة أو ما شابه أدور في حلقة مفرغة ، إن لم أجد حلاً في القريب العاجل فإنني حتماً سـ......
كنت سأقول : " أموت " .
عدل سابقا من قبل Ayaamr في السبت مايو 14, 2011 12:22 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
مغروره بس معذوره .... عضو متميز
我的灵魂与你
عدد المساهمات : 5385 النقاط : 59377 تاريخ التسجيل : 13/11/2010 العمر : 32 الموقع : ღΞ moon ღΞ
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الثلاثاء مارس 29, 2011 12:48 pm | |
| | |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل السادس "الجزء الثانى" الخميس مارس 31, 2011 8:22 am | |
| شكرا ليكو علي ردكو يا حبايبي -----------------------------------------
الفصل السادس ( 2 )
فجأة ظهر الحل لمشكلتها وبسهولة .
لقد شعرت بالأسف حيال مات ، فهي تعرف تماماً أنه جرح بسبب شائعة ( جان كلود ) ، بالكاد يتكلم معها منذ ظهور تلك القصة ، وغالباً يمر بجانبها مع إيماءة سريعة ، وفي إحدى المرات توجهت نحوه وكان الرواق خالياً خارج قاعة مادة الكتابة الإبداعية ، فلم ينظر حتى لعينيها .
" مات .." ابتدأت الكلام ، لقد أرادت أن تخبره بأن القصة ليست صحيحة ، بأنها لن تقابل شاباً أبداً قبل أن تخبره عنه أولاً ، لقد أرادت إخباره أنها لم تقصد جرح مشاعره ، وهي الآن تشعر بشعور فظيع ، لكنها لم تعرف كيف تبدأ ، فقالت بدون تفكير : " أنا آسفة " ، ثم استدارت لتذهب إلى صفها .
" الينا " ، قال مات ، فاستدارت ، لقد كان ينظر إليها الآن ، على الأقل علقت عيناه على شفتيها ثم شعرها ، ثم هز رأسه كمن سمع نكتة تقال حوله ، " هل هذا الفتى الفرنسي حقيقي فعلاً ؟ " ، أخيراً طالب بمعرفة الحقيقة .
" لا " ، قالت الينا ذلك فوراً وبدون تردد ، " أنا أثرت هذه الشائعة " أضافت ببساطة ، " لكي يرى الجميع أنني لست منزعجة بسبب ......" ، توقفت فجأة !
" بسب ستيفان ، لقد فهمت الأمر " ، أومأ مات برأسه متجهماً ولكنه بدا متفهماً إلى حد ما ، " انظري الينا ، أعلم أن ما فعله لم يكن لطيفاً ، لكن لا أظن أنه يقصدك شخصياً بذلك ، إنه يتعامل مع الكل بهذه الطريقة ..." .
" باستثنائك أنت "
" لا ، إنه يتحدث إلي في بعض الأحيان ، لكننا لا نتعمق في الأمور الشخصية ، لم يقل أي شيء عن عائلته ، ماذا يفعل خارج المدرسة ، كأن ....كأن هناك جدار أو درع حوله لا أستطيع اختراقه ، بل لا أظن أنه يسمح لأي شخص باختراقه ، وهذا شيء مخزي ، لأنني أظن أنه بائس وتعيس من الداخل " .
فكرت الينا فيما قاله مات ملياً ، مأخوذة بصورة جديدة لستفان لم تعهدها عليه من قبل ، إنه يبدو دائماً مسيطراً على الأمور متحكماً في نفسه ، وهو يبدو هادئاً وساكناً ، ثم فكرت بأنها هي قد تبدو كذلك أيضاً لأناس آخرين ، هل هذا معقول ، هل يعقل أن يكون من الداخل مثلها مشوش وتعيس ؟ !
حينها جاءتها الفكرة ، بسيطة بشكل سخيف ، بدون أي مخططات معقدة ، أو أية عواصف رعدية ، أو أي عطل سيارة ! .
" مات " قالت ذلك ببطء ، " ألا ترى أنه سيكون أمراً رائعاً إن استطاع أحد ما أن يخترق ذلك الجدار ؟ أعني رائع بالنسبة لستيفان ؟ ألا تعتقد أن ذلك سيكون أفضل شيء حصل له على الإطلاق ؟ " نظرت إليه بحدة مصممة على جعله يفهم .
حدق فيها للحظة ، ثم أغمض عينيه للحظات وهز رأسه في عدم تصديق ثم قال، " الينا " ، " أنت لا تصدقين ! بإمكانك أن تتحكمي في الناس كأنهم خاتم في اصبعك الصغير ، ولا أعتقد أنك تدركين ذلك حتى ، والآن تطلبين مني أن أساعدك في نصب كمين لستيفان ، وأنا مغفل وأبله ، حتى أنني قد أوافق على ذلك " .
" أنت لست مغفل ، أنت سيد مهذب ونبيل ( جنتلمان ) ، وأنا أريد أن أطلب منك معروفاً ، بإمكانك أن تنفذه إن اعتقدت أنه جيد ولا بأس به ، أنا لا أريد أن أجرحك ، ولا أريد أن أجرح ستيفان "
" لكن ألا تفعلين ذلك ؟ "
" لا ، أنا أعرف كيف يبدو ذلك لك ، لكن ما قلته صحيح ، أنا فقط أريد ......." ، سكتت فجأة ، كيف بإمكانها أن تطلب شيئاً هي نفسها حتى لا تفهمه ؟!.
" أنت تريدين كل شخص وكل شيء يدور حول عالم الينا جليبرت " قال مات بمرارة ، " أنت فقط تريدين كل شيء لا تملكينه " .
مصدومة ، تراجعت الينا خطوة إلى الوراء ونظرت إليه ، وشعرت بغصة في حلقها ، وتجمعت الدموع الساخنة في عينيها .
" إياك " ، " إلينا لا تنظري إلي بهذه الطريقة ، أنا آسف " ، تنهد مات ، " حسناً ، ماذا يجب علي أن أفعل ؟ أقيد قدميه ثم ألقيه أمام عتبة بابك ؟ "
" لا " ، قالت الينا ذلك وهي لا تزال تحاول منع دموعها من الانهمار ، " أريدك فقط أن تصطحبه إلى الحفل الراقص بمناسبة اعلان ملكة فولز تشيرش في الأسبوع القادم "
بدت تعابير وجه مات بدت غريبة ، " تريدينه فقط أن يتواجد في الحفل الراقص " .
أومأت الينا برأسها .
" حسناً ، أنا متأكد أنه سيكون هناك ، و ...الينا .....لا يوجد أي شخص أرافقه إلا أنت "
" حسناً " قالت الينا بعد لحظة ، " هذا جيد ، شكراً لك "
تعابير وجه مات لا زالت تبدو غريبة بعض الشيء ، " لا تشكريني ، الينا ، لا شيء يستحق ...حقاً " ، كانت الينا لا تزال تحاول فك لغز ما قاله ، عندما استدار ومشى عبر الرواق .
" ابقي هادئة " قال ميريديث وهي تشد شعر الينا .
" لا زالت أفكر " قالت بوني من مقعدها عند النافذة ، " أنهما الاثنين كانا رائعين " .
" من ؟ " ، غمغمت الينا وهي ذاهلة .
" كأنك لا تعرفين ! " ، قالت بوني " إنهما فتياك اللذان أحدثا معجزة في آخر دقيقة في مباراة أمس ، عندما أدرك ستفان آخر تمريرة وأمسك الكرة ، شعرت بأنني سوف يغمى علي ، أو أتقيأ " .
" أوه ، بربك ! " ، قالت ميريديث " ومات ، ذلك الفتى ببساطة يحرك المشاعر " .
" كلاهما ليسا لي " ، قالت الينا بشكل قاطع ، تحت أصابع ميريدث الخبيرتين أصبح شعر الينا كأنه عمل فني ، كتلة ناعمة من الذهب المتشابك والملفوف ، والفستان كان رائعاً أيضاً ، اللون البنفسجي كلون الجليد أظهر اللون البنفسجي في عينيها ، لكن حتى لنفسها بدت شاحبة وجامدة كالفولاذ ، لم تبدو متوهجة ومتوردة ولا يبدو عليها الإثارة ، لكن بدت بيضاء ومصممة على أمر ما ، كأنها جندي صغير أرسل إلى الخطوط الأمامية .
كانت تقف في ملعب كرة القدم أمس عندما على أعلن عن اسمها أنها ملكة فولز تشيرش ، لم يكن يشغل بالها سوى فكرة واحدة ، أنه لن يرفض الرقص معها - هذا إن جاء إلى الحفل أصلاً - فإنه لن يرفض الرقص مع الملكة ، وهي واقفة على المرآة الآن رددت تلك الفكرة في رأسها مراراً .
" سيكون كل شخص الليلة تحت إمرتك " قالت بوني بهدوء ، " اسمعي ، عندما تنتهين من مات ، هل يمكنني التقرب منه ، ومواساته " .
شخرت ميريديث : " ماذا سيحل برايموند ؟ "
" أوه ، بإمكانك أن تواسيه ، لكن حقاً لينا ، أنا معجبة بمات ، والآن مع إعجابك بستيفان ، ألا تظنين أن هذه العلاقة الثلاثية أصبحت مزدحمة قليلاً ، لذلك ....."
" أوه ، افعلي ما تشائين ، مات يستحق بعض الاهتمام "
" ها قد انتهينا " وضعت ميريديث آخر دبوس في شعر الينا ، " انظري إلينا ، ملكة فولز تشيرش وحاشيتها ..أو جزء منها ، على العموم نحن جميلات " .
" هل نبدو حقاً ملكيات ؟ " قالت الينا ساخرة ، لكن ذلك كان صحيحاً ، لقد كن فعلاً جميلات ، فستان ميريديث كان يبدو نقياً لونه عنابي ينساب برشاقة وله ذيل ، مزموم عند الخصر ، ثم ينساب في ثنيات حول الوركين ، شعرها القاتم يتدلى بحرية على ظهرها ، وبوني بينما تقف وتنضم إليهن أمام المرآة ، كانت تبدو كهدية حفلة متلألئة بفستان زهري حريري مصنوع من التفتة ومزين بالترتر الأسود .
أما بالنسبة لها ، فقد تفحصت الينا صورتها في المرآة بعين خبيرة ، وفكرت مجدداً ، فستانها يبدو رائعاً ، العبارة الوحيدة التي قفزت في ذهنها كانت البنفسج المتبلور ، كانت جدتها تحتفظ بمرطبان صغير منها ، زهور حقيقية تغمس في بلورات السكر ثم تترك لتجف .
نزلن الدرج معاً ، تماماً كما يفعلن دائماً عند الذهاب إلى حفل راقص منذ أن كن في الصف السابع ، إلا أنه من قبل كانت كارولين معهن ، انتبهت الينا فجأة بأنها لا تعرف من ستصطحب كارولين معها الليلة .
الخالة جوديث وروبرت – قريباً سيكون العم روبرت – كانا في غرفة المعيشة ، مع مارغريت التي كانت ترتدي بيجامتها .
" أوه ، تبدن رائعات يا فتيات " ، قالت الخالة جوديث ، وكانت تبدو متحمسة جداً كأنها ذاهبة معهن إلى الحفل ، قبلت الينا ، ورفعت مارجريت ذراعيها لتعانقها .
" أنت فاتنة " ، قالت ذلك ببراءة طفلة في الرابعة من عمرها .
روبرت أيضاً كان ينظر إلى إلينا ، طارفاً بعينيه أكثر من مرة ، يفتح فمه ثم يغلقه مرة أخرى .
" ما الأمر روب ؟ "
" أمر ماذا ؟ " ، نظر إلى الخالة جوديث وهو مرتبك قليلاً : " في الحقيقة ، خطر في بالي أن الينا تبدو نسخة عن هيلين ، ولسبب ما كنت أفكر في الملكة هيلين ملكة اسبارطة التي خطفها الطرواديون " .
" جميلة ومحكوم عليها بالموت " ، قالت بوني ذلك بلباقة.
" حسناً ، نعم " ، قال روبرت وهو لا يبدو سعيداً على الإطلاق ، أما الينا فلم تقل شيئاً .
رن جرس الباب ، كان مات على واقفاً على عتبة الباب مرتدياً سترته الرياضية الزرقاء ، وبصحبته إي دي غوف وهو رفيق ميريديث ، ورايموند هيرنانديز رفيق بوني ، والينا كانت تبحث عن ستيفان .
" من المحتمل أنه هناك " ، قالت مات مفسراً وراداً على نظراتها الباحثة ، " اسمعي الينا ......"
لكن أي شيء كان سيقوله قوطع بثرثرة الباقين ، بوني ورايموند ذهبا معهما في سيارة مات ، محافظين على تيار متواصل من النكات طوال الطريق إلى المدرسة .
صدحت الموسيقى من الأبواب المفتوحة لصالة الاحتفالات ، بينما الينا تخطو خارج السيارة ، روادها شعور غريب ، كانت متيقنة تماماً بأن شيئاً ما سيحدث بلا ريب ، أدركت وهي تنظر إلى ساحة المدرسة الكبيرة بأن الهدوء الذي ساد الأسابيع القليلة الماضية على وشك أن يتبدد .
أنا مستعدة ، قالت لنفسها ، وتمنت أن يكون ذلك صحيحاً حقاً .
عدل سابقا من قبل Ayaamr في السبت مايو 14, 2011 12:22 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
مغروره بس معذوره .... عضو متميز
我的灵魂与你
عدد المساهمات : 5385 النقاط : 59377 تاريخ التسجيل : 13/11/2010 العمر : 32 الموقع : ღΞ moon ღΞ
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الخميس مارس 31, 2011 11:15 am | |
| Ayaamr
شكـــــــــــــــــــــِِِِِِِِِِــــــــــــــراااااااااااااااااا
| |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل السادس" الجزء الثالث" الأحد أبريل 03, 2011 11:47 pm | |
| الجزئية الأخيرة من الفصل السادس
في الداخل كان هناك مشهد كأنه رسم فني من الألوان والحركة ، وفي اللحظة التي دخلت فيها الينا ومات تجمهر الموجودون حولهم ، وأمطروهم بوابل من المجاملات ، الينا بفستانها الرائع وشعرها وأزهارها البنفسجية ، ومات كان أسطورة في طور النضج ، جو مونتانا آخر ، ومؤكد تماماً أنه سيحصل على منحة دراسية رياضية .
في خضم تلك الجلبة والدوامة المذهلة التي بدت نابضة بالحياة ، كانت الينا تبحث عن رأس أسود من بين الرؤوس .
تايلر سمولوود كان يقف بجانبها وأنفاسه الثقيلة تلفح وجهها ،تنبعث منها رائحة الكحول وعلكة النعناع ، رفيقته كانت تنظر إليها بعين قاتلة ، تجاهلته الينا متمنية أن يذهب بعيداً عنها .
السيد تانر مر بجانبها حاملاً كوباً ورقياً مشبعاً بالماء ، كان يبدو كمن التفت قلادته حول عنقه لتخنقه ! ، سو كارسون الأميرة أو وصيفة الملكة مرت بسرعة من جانبها وهي تهدل كالحمام باعثة نسيم خفيف حرك فستان الينا البنفسجي ، بوني توجهت فوراً نحو ساحة الرقص ،وهي تلألأ تحت الأنوار ، لكن حتى الآن لم يظهر ستيفان .
إن استنشقت نفساً آخر من رائحة النعناع المركز سوف تمرض حتماَ ! وكزت مات حاثة إياه على الابتعاد ، توجها إلى طاولة المرطبات والمأكولات ، حيث المدرب ليمان متواجد هناك وقد بدأ ينقد المباراة السابقة ، أخذ المتواجدون في الحفل يأتون إليهم ويلتفون حولهم في أزواج وجماعات لبضع دقائق ثم يتراجعون مفسحين المجال لمن اصطفوا خلفهم ، كما لو كنا فعلاً ملكيين ، هكذا فكرت الينا ، ألقت نظرة على ستيفان بجانبها لترى إن كان يشاركها التسلية ، لكنه كان يركز نظره على شيء ما عن شماله .
تتبعت نظرته ، وهناك ، نصف مخفي خلف تجمع من لاعبي كرة القدم ، ظهر الرأس الأسود الذي كانت تبحث عنه ، واضح تماماً حتى في هذا الضوء الخافت ، أصابتها رعشة في جميع أنحاء جسدها ، معظمها بسبب الألم أكثر من أي شيء آخر .
" ماذا الآن ؟ " قال مات ذلك من بين أسنانه ، " هل أبدأ بتقييد قدميه ؟ "
" لا ، سأدعوه فقط إلى الرقص ، سأنتظر حتى نرقص نحن أولاً إن أحببت " .
هز رأسه ، ثم توجهت عبر الحشد المزدحم نحو ستيفان .
حدقت فيه باهتمام مفصلة إياه قطعة بعد قطعة ، ومسجلة المعلومات في ذهنها بينما تقترب منه ، سترته الرياضية السوداء ، كان تصميمها مختلفاً عن باقي اللاعبين ومفصلة بمهارة أكثر ، وكذلك أكثر أناقة ، وكان يرتدي تحتها كنزة بيضاء مصنوعة من الكشمير ، كان يقف بهدوء وسكينة ، لا يبدو عليه التململ ، واقفاً بعيداً قليلاً عن باقي المجموعات التي حوله ، بالرغم من أنها تراه من مظهره الجانبي ، إلا أنها لاحظت أنه لا يرتدي النظارات .
كرة القدم كانت بالطبع هي ما جمعته مع هؤلاء الفتيان ، إلا أنها لم يسبق أن رأته عن قرب من دون أن يكونوا معه ، لذلك شعرت الآن بدوار ونوع من الإثارة ، كما لو أنها حفلة تنكرية وحان الآن موعد رفع الأقنعة .
ركزت النظر على كتفه ، ثم خطوط فكيه ، حينها استدار قبالتها .
كانت الينا مدركة في تلك اللحظة أنها تبدو جميلة ، ليس فقط بسبب الفستان ، أو تسريحة شعرها ، بل كانت جميلة بنفسها ، هيفاء القامة ، تحوطها هالة من الملوكية والفخامة ، كأنها شيء مصنوع من الحرير تتوهج بنار وحماسة داخلية ، رأت شفتيه تفترقان قليلاً ، ثم نظرت إلى عينيه .
" مرحباً " ، هل كان هذا صوتها ؟ هادئاً وواثقاً ؟ عينيه كانتا خضراوين كأوراق شجر البلوط في الصيف ، سألته : " هل تقضي وقتاً ممتعاً ؟ "
" الآن بدأت " ، لم يقل ذلك ، لكنها متأكدة أن هذا ما يفكر به ، تراه في طريقة تحديقه بها ، لم تكن واثقة من قوتها الإغرائية كما الآن ، إلا أنه لا يبدو تماماً كمن يستمتع بوقته ، بل يبدو كشخص مجروح يتألم لا يستطيع أن يتحمل الألم أكثر من ذلك .
بدأت الفرقة الموسيقية تعزف لحناً هادئة ، كان لا يزال يحدق بها بجوع ، عينيه الخضراوين اسودتا من الرغبة ، انتابها شعور مفاجئ من أنه قد يشدها نحوه ويقبلها بعنف ، من غير أن يقول كلمة واحدة ! .
" هل تود الرقص؟ " قالت ذلك بنعومة .
فجأة انتابها شعور غريب ، بأنها تلعب بالنار ، بشيء لا تفهمه ولا تعرف كنهه أبداً ، في تلك اللحظة أدركت أنها خائفة ، بدأ قلبها يخفق بقوة ، كما لو أنه عينيه الخضراوين هاتين تتحدثان إلى جزء منها مدفون بالداخل تحت هذه القشرة الخارجية ، وهذا الجزء أخذ يصرخ ويحذرها " خطر " ! وغريزة أقدم من أي حضارة ، تستحثها على الهرب .
لكنها لم تتحرك ، نفس القوة التي أخافتها هي التي تثبتها في مكانها الآن ، هذا خارج نطاق سيطرتها ، هكذا فكرت فجأة ، أياً ما كان يحدث الآن فهو غير مفهوم أبداً بالنسبة لها ، لم يكن شيئاً طبيعياً أو معقولاً ، لكن فات أوان الرجوع الآن ، بالرغم من أنها خائفة إلا أنها بدت مستمتعة بذلك ، هذه أكثر لحظة انفعالية عاطفية تختبرها مع شاب ، لكن لم يحدث أي شيء ، كان لا يزال يحدق بها ، كأنه منوم مغناطيسياً ، وهي أيضاً كانت ترد عليه بنفس النظرة ، بينما اشتعلت الجاذبية بينهما وومضت كالبرق ، ازدادت عينيه اسوداداً ، ورأت فيهما نوع من الهزيمة .
خفق قلبها بعنف وكاد يخرج من صدرها عندما مد ببطء إحدى يديه نحوها . فجأة تحطم كل شيء ، عندما سمعت صوتاً يقول : " الينا كم تبدين رائعة ! " ، ثم لمع شيء ذهبي أمام عينيها ، لقد كانت كارولين ، شعرها الكستنائي كان كثيفاً وبراقاً ، بشرتها لفحتها الشمس فتلونت بلون برونزي رائع ، كانت ترتدي فستاناً مصنوعاً من خيوط الذهب الخالص ، كاشفاً بجرأة أجزاء من جسدها البرونزي الرائع ، دست إحدى ذراعيها العاريتين في ذراع ستيفان ، وأعطته ابتسامه بطيئة كسولة ، كان الاثنين معاً مذهلين وفاتنين ، كزوج من عارضي الأزياء العالميين اللذان تبرعا وتكرما بالمجيء إلى حفلة مدرسة ثانوية عادية للطبقة الدنيا ، فهما يبدوان أكثر فتنة وسحراً ورقياً من أي شخص في هذه الغرفة .
أضافت كارولين قائلة : " وفستانك أيضاً رائع للغاية " ، بينما عقل الينا يدور بشكل أوتوماتيكي .
تلك الذراع التي التفت بعفوية وتملك حول ذراع ستيفان توضح كل شيء : أين كانت كارولين تختفي في أوقات الغداء في الأسابيع الماضية ، إذا هذا ما كانت تخطط له وتفعله طوال هذا الوقت ، " أخبرت ستيفان بأن نتوقف عن الرقص للحظات ، لكننا لن نبقى هنا طويلاً ، لذلك لا تمانعين إن أردت أن أحتفظ بباقي الرقصات معه لنفسي أليس كذلك ؟ " حل هدوء غريب على الينا ، وعقلها أصبح فارغاً ، قالت بالطبع إنها لا تمانع ، وشاهدت كارولين تبتعد برفقة ستيفان كأنها سيمفونية من الذهب و الكستنة . لم ترى أمامها سوى مجموعة من الوجوه الدائرية ، فتركتهم واستدارت عائدة إلى لتواجه مات .
" لقد كنت تعرف أنه قادم برفقتها "
" أعرف أنها تريده أيضاً ، لقد كانت تتبعه أثناء فترات الغداء وبعد المدرسة ، كانت تحاول أن تفرض نفسها عليه ، لكن ..."
" حسناً فهمت " ، كانت لا تزال تحافظ على تلك الحالة الشاذة ، الهدوء الاصطناعي .
شاهدت بوني من بين الجموع قادمة نحوها ، وميرديث تغادر طاولتها ، لقد شاهدتا ما حدث إذن ، ربما الجميع شاهد أيضاً ، من دون أن تقول كلمة لمات توجهت نحوهما ، تقودهما بشكل غريزي نحو استراحة السيدات .
لقد كانت الغرفة مزدحمة ، بوني وميرديث علقتا على ما حدث بعفوية وبهجة ، بينما تنظران إليها بقلق .
قالت بوني : " هل رأيت فستانها ؟ " وضغطت على أصابع الينا ، " الجهة الأمامية للفستان تلتصق بها تماماً كأنها ثبتتها بالغراء ! أتساءل ماذا سترتدي المرة القادمة ؟ ورق السيلوفان "
" ربما النايلون اللاصق " ، قالت ميرديث ، ثم أضافت بصوت منخفض سائلة الينا : " هل أنت بخير ؟ " .
" نعم " ، رأت الينا نفسها في المرآة ، عينيها كانتا براقتين ، بقعة من اللون على كل خد من خديها المشتعلين ، سوت شعرها ثم استدارت .
غادرت الموجودات الغرفة تاركة إياهن يتمتعن ببعض الخصوصية ، بوني تلعب بعصبية بحزام الترتر الذي يحيط خصرها ، " ربما ما حدث لم يكن بهذا السوء " ، قالت بوني بهدوء ، " ما أعنيه أنك لم تفكري في شيء غيره في الأسابيع الماضية ، أو شهر تقريباً ، ربما كان ذلك أفضل لكي تهتمي بأمور أخرى غير ...غير مطاردته " .
حتى أنت يا بوني ؟ هكذا فكرت الينا ، " شكراً على دعمك " قالتها بصوت عالٍ . " هيا الينا ، لا تكوني كذلك " قالت ميريدث لتهدئتها، " إنها لا تحاول جرح مشاعرك ، لكنها تعتقد ....."
" وأظن أنك أيضاَ تعتقدين ذلك ؟ حسناً هذا جيد ، سوف أبدأ بالاهتمام بأمور أخرى ، ربما أبدأ بإيجاد بعض الأصدقاء المقربين " ، غادرت الغرفة وتركتهما مشدوهتين .
في الخارج ألقت بنفسها في جو الحفلة الهائج ، لقد كانت تبدو متألقة في رقصها أكثر من أي مرة رقصت فيها ، لقد رقصت مع الكل ، وضحكت بصوت مرتفع ، وغازلت كل فتى يمر بها .
نادوا عليها لكي تتوج ، صعدت المنصة ، نظرت للأسفل حيث بدا الموجودون كأنهم فراشات براقة ، شخص ما أعطاها وروداً ، وآخر وضع تاجاً من حجر الراين –وهو ماس زائف مصنوع من الزجاج - على رأسها . صفق الجميع لها ، وكل ما حدث مر كأنه حلم .
قذفت بنفسها على تايلر لأنه كان الأقرب إليها عندما صعدت إلى المنصة وأخذت تعبث معه ، ثم تذكرت ماذا فعل هو وديك لستيفان فأعطته وردة من الباقة التي كانت تحملها ، مات كان يراقب ما يجري من الخلف ، وقد زمّ شفتيه .
أما رفيقة تايلر – المنسية – فقد كانت تبكي .
بإمكانها أن تشم رائحة الكحول والنعناع من أنفاس تايلر ، أما وجهه فقد احمر ، و أصدقاؤه قد التفوا حولها يصرخون ويضحكون .
رأت ديك يسكب شيئاً ما من كيس بني ورقي في كأسه الذي يحوي شراب البنش .
لم تختلط مع هذه المجموعة من قبل أبداً ، لقد رحبوا بها ، وكانوا معجبين بها تماماً ، وتنافس الفتيان على نيل اهتمامها ، وتطايرت النكات يمنة ويسرة ، وكانت الينا تضحك حتى لو كانت النكتة تافهة ، أحاط تايلر خصرها بذراعه ، فضحكت أكثر وأكثر .
من زاوية عينها رأت مات يهز رأسه ويمشي مبتعداً .
مع مرور الوقت أصبحت الفتيات أكثر صخباً ، والفتيان أكثر مشاكسة وفظاظة ، مس تايلور عنقها بأنفه الرطب .
" لدي فكرة " ، أعلن تايلر للمجموعة ، مقرباً إلينا منه أكثر ، " لنذهب إلى مكان مسلي أكثر " .
صرخ أحدهم : " مثل ماذا تايلر ؟ منزل والدك ؟ "
ابتسم تايلر ابتسامة عريضة ، ابتسامة ثملة وطائشة ، " لا ، أقصد مكاناً نستطيع أن ترك فيه بصمتنا ، كالمقبرة مثلاً " .
صرخت الفتيات ، بينما تدافع الفتيان بالمرافق ، وادعوا أنهم يلكمون بعضهم .
رفيقة تايلر كانت لا تزال واقفة خارج المجموعة ، " تايلر هذا جنون " ، قالت ذلك بصوت عالٍ رقيق ، " أنت تعرف ماذا حدث لذلك الرجل العجوز ، أنا لن أذهب هناك " .
" رائع ، إذن ابقي هنا " ، أخرج مفاتيح السيارة من جيبه ، ولوح بها للباقين : " من منكم ليس خائفاً ؟ "
" هاي ، أنا لها " ، قال ديك ، وتبعته عاصفة من التصفيق والموافقة .
" أنا أيضاً " ، قالت الينا ، بجرأة وتحدٍ . و ابتسمت لتايلر ، الذي أنزلها على قدميها بحذر .
قادت هي وتايلر تلك المجموعة الصاخبة الهائجة ، إلى موقف السيارات ، حيث تكدس الجميع داخل السيارات ، رفع تايلر سقف سيارته لتصبح مكشوفة ، صعدت الينا السيارة مع ديك وفتاة أخرى تدعي فيكي بينيت حيث حشرا نفسيهما في المقعد الخلفي .
" الينا " ، صرخ عليها صوت من بعيد ، من مدخل المدرسة المضاء .
" قد السيارة " ، قالت لتايلر ، ثم خلعت تاجها . هدر محرك السيارة ، فانطلقت مبتعدة عن موقف السيارت ، وهب نسيم الليل البارد المنعش ضارباً وجه الينا .
-----------------------------
ملاحظة : عبارة ( حتى أنت يا بوني ) ، أصلها في الرواية : et tu prute? ، يعني حتى أنت يا بروتس ؟
والجملة هذه أصلها من إحدى مسرحيات شكسبير ، حيث قالها يوليوس قيصر لأقرب أصدقائه وقيل هو ابنه واسمه بروتس عندما قتله غدراً ، ثم أصبحت مثلاً دارجاً يدل على الخيانة .
عدل سابقا من قبل Ayaamr في السبت مايو 14, 2011 12:21 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
ايزابيل عضو متميز
عدد المساهمات : 1871 النقاط : 54421 تاريخ التسجيل : 05/02/2011 العمر : 28 الموقع : بورسعيد
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الأربعاء أبريل 06, 2011 4:24 pm | |
| | |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل السابع الجمعة أبريل 08, 2011 8:49 pm | |
| الفصل السابع كاملاً
بوني كانت ترقص مغمضة عينيها جاعلة الموسيقى تقودها ، في اللحظة التي فتحت فيها عينيها رأت ميريديث تشير إليها لتأتي ، رفعت ذقنها بتمرد ، لكن إشارة ميريديث أصبح أكثر إلحاحاً ، فرفعت عينيها بيأس نحو رايموند وتقدمت نحو ميريديث يتبعها رايموند .
مات وإيد كانا خلف ميرديث ، مات كان متجهماً ، وإيد يبدو عليه الضيق والتململ .
" لقد غادرت إلينا لتوها " قالت ميريدث
" إنها بلد حر " قالت بوني
" لقد خرجت برفقة تايلور سمولوود " ، قالت ميرديث ، " مات هل أنت متأكد أنك لم تسمعهم يقولون أين ذهبوا ؟ " هز مات رأسه ، " كنت أود القول بأنها تستحق ما يجري لها ، لكنني أشعر بالذنب ، فبطريقة ما أنا السبب في ذلك " ، قال مات بكآبة ، ثم أضاف : " أعتقد من الأفضل أن نخرج للبحث عنها " .
" ونترك الرقص ؟ " ، قالت بوني ، ونظرت إلى ميرديث التي غمغمت لها بصوت غير مسموع " لقد وعدتِ " " يا إلهي لا أصدق ذلك ! " همهمت بعنف .
" لا أعرف أين سنبحث عنها بالضبط " ، قالت ميرديث ، " لكن يجب أن نحاول " ، ثم أضافت بتردد : " بوني ، أنت لم يصدف أن عرفت أين ذهبت ، أليس كذلك ؟ " .
" بالطبع لا ، لقد كنت أرقص طوال الوقت ، لقد سمعتني أقول ذلك ، أليس كذلك ؟ ثم ما الذي ترمين له من وراء سؤالك هذا ؟ "
" ابقى هنا أنت ورايموند " قال مات لإيد ، " إن عادت إلينا أخبروها أننا خرجنا للبحث عنها " .
" إن كنا سنذهب ، فمن الأفضل أن ننطلق الآن " ، قالت بوني بفظاظة ، ثم استدارت على الفور . اصطدمت في طريقها بسترة رياضية سوداء ، قالت : " المعذرة " ، نظرت لأعلى وإذ بها تفاجأ بستيفان سيلفاتور . لم يقل شيئاً عندما رآها هي ومات وميرديث يغادرون ، تاركين وراءهم رايموند وإيد متجهمين .
كانت النجوم بعيدة تلمع بلون أزرق كالجليد في سماء بلا غيوم ، شعرت إلينا بأنها باردة وبعيدة مثلها ، جزء منها كان يضحك ويصرخ مع ديك وفيكي وتايلور بصوت يعلو هدير الرياح ، والجزء الآخر منها كان يشاهد ما يجري من مكان بعيد .
أوقف تايلور سيارته في منتصف الطريق أعلى التل قريباً من حطام الكنيسة القديمة ، تاركاً أضواء السيارة مشتعلة ، بينما يخرجون جميعهم منها .
بالرغم من أن العديد من السيارت تبعتهم عندما خرجوا من المدرسة ، لكن يبدو أن سيارتهم هي الوحيدة التي واصلت الطريق نحو المقبرة .
فتح تايلر صندوق السيارة وأخرج منها صندوقاً يحوي ستة زجاجات من الشراب ، " المزيد من أجلنا " ، ثم عرض زجاجة بيرة على إلينا ، فهزت رأسها رافضة ، محاولةً تجاهل الاضطراب في معدتها ، لقد شعرت بأنها أخطأت تماماً عندما جاءت إلى هنا ، لكن لا مجال للرجوع عليها أن تستسلم وتتحمل ذلك .
تسلقوا الممر الحجري ، ترنحت الفتيات في سيرهن بسبب كعوبهن العالية متمايلات على الفتيان ومتكئات عليهم ، عندما وصلوا القمة إلينا لهثت ، بينما فيكي صرخت صرخة صغيرة .
شيء ضخم أحمر اللون كان يتوسط أفق السماء ، لم يلبث أن أدركت إلينا أنه كان القمر ، كان ضخماً وغير واقعي كما لو كان في أحد أفلام الخيال العلمي ، وكان يتوهج بخفوت مرسلاً ضوءاً يؤذي العينين .
" يبدو كيقطينة ضخمة فاسدة " ، قال تايلور ، ثم قذف حجراً باتجاهه . غصبت إلينا نفسها لتبتسم له ابتسامة خلابة .
" لماذا لا ندخل هناك " ، قالت فيكي مشيرة بيدها البيضاء ناحية فجوة كانت إحدى المرات باباً للكنيسة المتهدمة .
معظم السقف هناك قد تهدم وسقط على الأرض ، لكن برج الجرس لا يزال سليماً ، وقد امتد فوقهم ، ثلاثة جدران بقيت صامدة ، الرابع كان يصل فقط إلى مستوى ركبهم ، وكان هناك الكثير من الركام والحصى المتجمع من بقايا الكنيسة .
توهج ضوء على خد إلينا ، فجفلت ثم استدارت لتجد تايلور يحمل ولاعة ، ابتسم ابتسامة عريضة مظهراً أسنانه البيضاء القوية وقال : " هل أشعل لك سيجارة ؟ "
ضحكة إلينا كانت هي الأعلى وذلك لكي تغطي بها على قلقها واضطرابها ، أخذت الولاعة وسلطتها على القبر الموجود في جانب الكنيسة ، كان لا يشبه أي قبر آخر في المقبرة ، بالرغم من أن والدها أخبرها بأنه يوجد مثله في انجلترا . كان يبدو كصندوق حجري ضخم ، كبير كفاية ليتسع لاثنين ، مع تمثالين من الرخام استلقيا بسكون فوق غطاء القبر .
" توماس كيبنغ فيل وهوناريا فيل " ، قال تايلور وهو يشير لهما بعظمة وجلالة كأنه يقدمهما لهم . " توماس الكبير يُزعم أنه هو من أسس فولز تشيرش ، لكن لا يُنكر بأن آل سمولوود كانوا موجودين في ذلك الوقت ، جدي الأكبر ، بل الأكبر- الأكبر ، كان يعيش في الوادي بجانب نهر (درونينغ كريك ) ..."
" وبقي هناك حتى....أكلته الذئاب " قال ديك ، ثم أرجع رأسه للوراء مقلداً حركة الذئب ، ثم أصدر صوتاً مثل صوت عواء الذئب ، قهقهت فيكي ،أما تايلور فقد تخللت لمحة من الانزعاج ملامحه الوسيمة ، لكنه مع ذلك اغتصب ابتسامة من شفتيه .
" توماس وهوناريا يبدوان شاحبين قليلاً " ، قالت فيكي وهي لا تزال تضحك ، " أعتقد أنهما بحاجة إلى بعض اللون " ، ثم أخرجت أحمر الشفاه من محفظتها وبدأت تطلي شفاه تمثال هوناريا بلون قرمزي . شعرت إلينا بوخزة أخرى في معدتها ، فطالما ارتعبت – وهي طفلة - من منظر وجهي التمثالين الشاحبين اللذان يضجعان فوق القبر وعيونهما متقاربة ، وأيديهما مطويتان فوق صدورهما ، وعندما مات والديها فكرت فيهما وهما مضجعان جنباً إلى جنب بنفس الوضعية في قبرهما ، لكنها مع ذلك ثبتت ضوء الولاعة بينما تقوم فيكي برسم شارب ، وأنف كأنف المهرج على وجه توماس فيل .
كان تايلور يراقبهما ، " خسارة ، هل ارتديا وتزينا دون أن يذهبا إلى أي مكان ! " ، ووضع يده على حافة غطاء القبر ضاغطاً عليه محاولاً إزاحته ، " ما رأيك ديك ..هل تريد أن تمنحهما ليلة ليقضياهما خارجاً في البلدة ؟ ربما يميناً في وسط البلدة ؟ " .
لا ، فكرت إلينا بفزع ، بينما قهقه ديك ، وهتفت فيكي ضاحكة ، لكن سرعان ما وقف ديك بجانب تايلور ، وهو على أهبة الاستعداد ، واضعاً راحتي كفيه على غطاء القبر .
" عندما أقول ثلاثة " ، قال تايلور ، ثم بدأ يعد : " واحد ، اثنان ، ثلاثة " ركزت إلينا نظرها على شكل المهرج الفظيع المرسوم على وجه توماس فيل ، بينما يقوم الفتيان بدفع الغطاء بقوة مصدرين صوتاً كالنخير ، وعضلاتهم بارزة من تحت ثيابهم ، ومع ذلك لم يستطيعوا إزاحة الغطاء ولو إنش واحد .
" اللعنة ، يبدو أنه قد ثبت بطريقة ما " ، قال تايلور بغضب ، ثم استدار مبتعداً .
شعرت إلينا بالضعف والارتياح في نفس الوقت ، لكنها حاولت أن تبدو عفوية و غير مبالية ، مالت باتجاه غطاء القبر لكي تستند عليه ، ...حينها عندما وقع الحادث !.
سمعت صوت كصوت طحن الحجارة وتحركها ، وشعرت بالغطاء يتحرك تحت يدها اليسرى في آنٍ معاً ، كان يتحرك مبتعداً عنها ، ففقدت توازنها ، وانطفأ ضوء الولاعة ، فصرخت صرخات متتالية محاولة تثبيت قدميها على الأرض ، لقد سقطت داخل القبر ، فشعرت برياح باردة كالصقيع تهدر حولها . وأصوات الصراخ كانت ترن في أذنيها .
ثم فجأة وجدت نفسها في الخارج ، تحت ضوء القمر الذي كان كافياً لكي ترى الآخرين ، كان تايلور يحملها ، فأخذت تحدق فيما حولها برعب .
" هل أنت مجنونة ؟ ماذا حدث ؟ " ، سألها تايلور .
" لقد تحرك ! الغطاء قد تحرك ! لقد فتح القبر و ....لا أعرف .....لقد سقطت فيه ، لقد كان بارداً ..."
ضحك الفتيان ضحكة عالية : ثم قال تايلور : " مسكينة حبيبتي ، لقد أصبت بانهيار عصبي " ، ثم أضاف : " تعال يا ديك لنتفقد الوضع "
" تايلور ، لا ..." لكنهم كانوا قد دخلوا ، فيكي بقيت واقفة عند المدخل تشاهدهم ، بينما إلينا ترتعش خوفاً .
بعد لحظات رأت تيلور يشير إليها من أمام الباب : " انظري " ، قال تايلر عندما تقدمت إلينا للداخل بضعة خطوات على مضض ، كان قد استرجع الولاعة ثم أضاءها مثبتاً ضوءها على صدر تمثال توماس فيل ، " لا يزال سليماً ، مستكيناً بدفء ومختبئاً مثل حشرة بق في سجادة ، هل رأيت ؟ "
حدقت إلينا في البناء البديع للقبر و الغطاء ، وقالت : " لقد تحرك ! لقد سقطت فيه تقريباً ..."
قال تايلور : " بالتأكيد ، كما تقولين حبيبتي " ، ثم حضنها ولف ذراعيه حولها ، شاداً إياها للخلف .
نظرت لأعلى لتشاهد فيكي وديك في نفس الوضعية تقريباً ، باستثناء أن فيكي كانت مغمضة عينيها مستمتعة بذلك ، ثم شعرت بذقن تايلور القوي يمسد شعرها .
" أود العودة إلى الحفل الراقص الآن " ، وضحت إلينا رغبتها بشكل قاطع تماماً .
توقف تايلور عن تمسيد شعرها ، وتنهد ثم قال : " بالتأكيد حبيبتي " ، ثم نظر إلى ديك وفيكي قائلاً : " ماذا عنكما أنتما الاثنين ؟ " .
ابتسم ديك ابتسامة عريضة وقال : " سنبقى هنا لفترة " ، ضحكت فيكي وعينيها لا تزال مغمضتين .
" حسناً " ، تساءلت إلينا كيف سيتمكنان من العودة ، سمحت لتايلور بأن يقودها للخارج ، وفي اللحظة التي خرجا فيها توقف تايلور .
قال : " لا يمكنني تركك تذهبين من دون أن تلقي نظرة على قبر جدي " ، " هيا إلينا " قال ذلك عندما بدأت تعترض ، " لا تجرحي مشاعري ، يجب أن تريه ، فكبرياء آل سمولوود يجري في عروقي " .
تصنعت إلينا الابتسام ، بينما من الداخل شعرت بأن معدتها تحولت إلى جليد ، وفكرت بأنها لو سايرته فإنه سيدعها بعد ذلك تخرج من هنا ، " حسناً " ، ثم نظرت باتجاه المقبرة .
" ليس من هذا الطريق ، بل من هنا " ، وفي اللحظة التالية كان تايلور يقودها للأسفل باتجاه المقبرة القديمة ، " لا تقلقي ، صدقيني إنه لا يبعد كثيراً عن الممر ، انظري ، ها هو " ، ثم أشار بيده باتجاه شيء ما يلمع تحت ضوء القمر . أطلقت إلينا صرخة صغيرة ، وشعرت بأن يداً تعتصر قلبها ، يبدو كأن شخصاً واقفاً هناك ، عملاق برأس أصلع مستدير ، ولم يعجبها أن تكون هنا أبداً ، بين تلك القبور الجرانيتية المفتتة والمهترئة الموجودة منذ قرون عدة ، وضوء القمر الساطع الذي يصور لها أشكال غريبة ومخيفة ، والظلام الذي يلفها في كل مكان كأنه أحواض مياه عميقة لا يمكن اختراقها .
" إنها مجرد كرة مستديرة فوق القبر ، لا شيء يخيف " ، قال تايلور ، ثم سحبها معه بعيداً عن الممر متجهاً للأعلى نحو القبر الذي يلمع تحت ضوء القمر . لقد كان مصنوعاً من الرخام الأحمر ، والكرة الضخمة التي تعلوه تذكرها بمنظر القمر الأحمر الذي كان في الأفق ، ذلك القمر الذي تحول الآن إلى لون أبيض مثل بياض يدي تمثال توماس فيل الرخامي ، في تلك اللحظة لم تعد إلينا قادرة على كبح ارتعاشها ورجفتها .
علق عليها تايلور قائلاً : " أوه ، الصغيرة المسكينة ، إنها تشعر بالبرد ، اذهب إليها تايلور كي تدفئها ! " . حاولت إلينا أن تدفعه عنها ، لكنه كان قوياً جداً ، أحاطها بذراعيه ، وجذبها نحوه ثم أدارها لكي تواجهه.
" تايلور ، أريد الخروج من هنا ، أريد الخروج من هنا وفوراً ......" .
" بالتأكيد حبيتي ، سوف نغادر " ، قال تايلور ثم أضاف : " لكن يجب أن أدفئك أولاً ، يا إلهي ، أنت باردة جداً " . " تايلور توقف " ، قالت إلينا ، فيديه اللتين تحيطانها أصبحتا مزعجتين ، وتشعر بأنهما تقيدانها ، لكنها صدمت بعد لحظات بأن يديه تتحركان فوق جسدها ، تتلمسان طريقهما فوق أجزاء جسدها المكشوفة .
لم تتعرض إلينا في حياتها لموقف كهذا ، وبعيدة عن أي مساعدة ، حاولت توجيه ضربة قوية لقدمه التي يغطيها حذاء جلدي لماع وذلك بكعب حذائها المسماري ، لكنه استطاع أن يتفاداها ، ثم قالت : " أبعد يديك عني " . " هيا إلينا ، لا تكوني هكذا ، أنا فقط أحاول أن أبعث الدفء في جميع أنحاء جسدك ..."
" تايلور ، دعني أذهب " ، قالت بصوت مخنوق ، وحاولت أن تسحب نفسها بقوة من بين يديه ، فتعثر تايلور وسقط فوقها ، ساحقاً جسدها فوق اللبلاب والأعشاب المتشابكة على الأرض ، فصرخت إلينا بيأس : " سوف أقتلك تايلور ، وأنا أعني ما أقول ، سأقتلك ، ابتعد عني !! " .
حاول تايلور أن يتنحى جانباً ، وهو يضحك ، لكنه لم يستطع فحركة أطرافه كانت ثقيلة وغير متناسقة ، كأنه شخص مشلول ، " آو ، بربك إلينا ، لا تكوني مجنونة ، أنا ( فقط أحاول أن أدفئك ) ، إلينا أميرة الجليد ( تحاول أن تدفأ) ، أصبحت دافئة الآن ، أليس كذلك ؟ " ، ثم شعرت إلينا بفمه الحار الرطب فوق وجهها ، كانت لا تزال محشورة تحته ، قبلاته الرطبة القذرة كانت تتحرك نحو حلقها ، ثم سمعت صوت تمزق ملابس .
" أوبس " ، غمغم تايلور ، " آسف ( على ) ذلك "
لوت إلينا رأسها ، ووجد فمها يد تايلور التي كانت تداعب خدها بشكل أخرق ، فعضتها غارزة أسنانها فيها بقوة ، عضت بقوة أكبر ، حتى تذوقت طعم الدم في فمها ، وسمعت تايلور يصرخ متألماً ، محاولاً سحب يده بعيداً .
" أووه ، لقد قلت إني آسف " ، نظر تايلور إلى يده المجروحة كنظرة ضحية تعرضت للاضطهاد ، ثم أظلم وجهه ، وهو لا يزال يحدق بها ، ثم جمعها على شكل قبضة .
هذه هي النهاية ، فكرت إلينا ، الهدوء الذي يسبق العاصفة ، فإما سوف يضربها ضربة قوية ، أو يقتلها ، فجهزت نفسها لتلقي الهجوم .
*******************
لقد قاوم ستيفان نفسه لكي يمنعها من المجيء إلى المقبرة ، كل شبر في جسمه يصرخ فيه لئلا يفعل ، فآخر مرة كان فيها هنا في الليلة التي هوجم فيها الرجل العجوز .
تقلصت أمعاؤه من الخوف والاشمئزاز مع مرور تلك الذكرى في ذهنه ، يكاد يقسم بأنه لم يستنزف الكثير من دم الرجل تحت الجسر ، بأنه لم يشرب ما يكفي لكي يلحق ضرراً به ، لكن كل شيء في تلك الليلة بعد أن انفجرت تلك القوة ، كان مشوشاً ومضطرباً ، هذا إن كان هناك أي قوة أصلاً ، ربما كان ذلك من مخيلته ، أو من فعله هو ، فالكثير من الأشياء الغريبة قد تحدث عندما تخرج حاجته وتعطشه للدم عن السيطرة .
أغمض عينيه وأخذ يتذكر . عندما سمع بأن الرجل العجوز في المستشفى وعلى وشك الموت ، كانت صدمته شديدة بحيث لا يمكنه وصفها أو التعبير عنها ، كيف سمح لنفسه بأن يخرج عن السيطرة ؟ بأن يقتل ، فهو لم يقتل أحداً منذ ......
لا يمكنه التفكير في ذلك حتى .
الآن بينما يقف أمام مدخل المقبرة تحت ظلام منتصف الليل ، لم يرغب في أي شيء رغبته في الاستدارة والعودة من حيث أتى ، العودة إلى الحفل الراقص ، إلى كارولين ، تلك المخلوقة البرونزية الهادئة التي كانت طوع بنانه ، التي كانت آمنة تماماً ، لأنها ببساطة لا تعني له شيئاً .
لكنه لم يستطع العودة ، لأن إلينا في المقبرة ، إنه يشعر بها ، يشعر بألمها الذي يتزايد ، إلينا هنا وفي محنة ، وعليه أن يجدها .
كان في منتصف الطريق صاعداً التل ، عندما أصابه ذلك الدوار ، لقد جعله يترنح ، فجاهد نفسه وتقدم بصعوبة نحو الكنيسة ، لأنها الشيء الوحيد الذي كان يستطيع التركيز عليه .
شعر بأن هناك موجات أو أبخرة رمادية تلف عقله بالضباب ، لكنه جاهد ليستمر بالتحرك . ضعيف ، إنه يشعر بأنه ضعيف جداً ، وعاجز أمام هذه القوة الساحقة من الدوار . إنه بحاجة..... للذهاب إلى إلينا ، لكنه كان ضعيفاً جداً ، إن كان يريد مساعدة إلينا فهو بحاجة ......إلى ....... ووجد باب الكنيسة مفتوحاً .
****************************
رأت إلينا القمر من فوق كتف تايلور الأيسر ، كان يدور بشكل غريب ، وفكرت بأن هذا آخر شيء سوف تراه ، واختنقت الصرخة في حلقها من الخوف .
فجأة.. شيء ما رفع تايلور عنها ورماه باتجاه قبر جده ، هذا ما بدا لإلينا ، استدارت على جانبها ، وهي تلهث ، إحدى يديها قابضة على فستانها الممزق ، بينما الأخرى تبحث عن سلاح .
لكنها لم تكن بحاجة إليه ، فقد رأت شيئاً ما يتحرك في الظلام ، ورأت الشخص الذي دفع تايلور بعيداً عنها ، إنه ستيفان سلفاتور . لكنه كان ستيفان لم تعرفه ولم تراه من قبل ، فملامح وجهه الوسيمة كانت شاحبة وباردة ويبدو عليه الغضب الشديد ، وكان هناك وميض قاتل في عينيه الخضرواين ، بالرغم من أنه لم يتحرك ، إلا أنه كانت تنبعث منه شرارات من الغضب والتهديد وكان شكله ينذر بالخطر ، مما جعل إلينا تخاف منه أكثر مما كانت خائفة من تايلور .
" منذ أول مرة قابلتك أدركت بأنك شخص عديم الأخلاق " قال ستيفان ، صوته كان ناعماً بارداً وخفيفاً كصوت شخص مبتهج خالٍ من الهموم ، وبطريقة ما جعل صوته إلينا تصاب بدوار . لم تستطع أن ترفع عينيها عنه ، بينما يتقدم باتجاه تايلور الذي كان يهز رأسه بدهشة وانبهار ، وبدأ ينهض ، كان ستيفان يتحرك برشاقة راقص ، كل حركة من حركاته سلسة ومخطط لها بدقة ، " لكن لم يكن لدي فكرة بأنك شخص همجي بربري متخلف " .
ثم ضرب تايلور ... الفتى الأضخم مد يداً قوية ، لكن ستيفان عاجله بضربة – غير واعية تقريباً – على جانب وجهه قبل أن تصل يده إلى ستيفان . فطار تايلور باتجاه قبر آخر ، زحف قليلاً وأمسك بحافة القبر ليعجل الوقوف على قدميه ، وعندما وقف كان يلهث ، ابيضت عيناه ، رأت إلينا الدم يقطر من أنفه ، ثم تقدم ليهاجم ستيفان مرة ثانية .
" الرجل المهذب لا يفرض نفسه على أحد " ، قال ستيفان ، ضارباً تايلور وملقيه جانباً . سقط تايلور مرة أخرى وجهه لأسفل فوق الأعشاب والشوك ، هذه المرة كانت حركته بطيئة في الوقوف ، وتدفق الدم من كلاً من أنفه وفمه ، وكان يلهث مثل فرس مرهق خائف عندما رمى نفسه باتجاه ستيفان .
أمسك ستيفان بالجهة الأمامية من سترة تايلور ثم لفه بحركة دائرية ، وقد استحوذ عليه اندفاع قاتل ، هز تايلور مرتين بشدة ، بينما كانت قبضتي تايلور القويتين تحيطانه إلا أنه لم يستطع أن يصيبه . ثم تركه ستيفان يسقط على الأرض .
وقال : " الرجل المهذب لا يهين امرأة " ، وجه تايلور كان يتلوى من الألم ، وعينيه تدوران ، مع ذلك حاول أن يمسك بساق ستيفان ، لكن ستيفان أوقفه على قدميه وهزه هزة عنيفة مرة أخرى ، فأصبح تايلور يترنح كأنه دمية قماشية ، عينيه تدوران في محجريهما .
استمر ستيفان في كلامه ، حاملاً جسد تايلور الثقيل بشكل عمودي ، لافظاً كل كلمة ومؤكداً عليها بهزة عنيفة تخلع العظام ، : " وفوق كل هذا ، فهو لا يؤذيها ..." .
" ستيفان " صرخت إلينا ، فقد كان رأس تايلور يتحرك إلى الخلف والأمام مصدراً صوت طقطقة مع كل هزة ، لقد كانت مرعوبة مما تراه ، مرعوبة مما قد يفعله سيتفان ، وفوق ذلك كله كانت خائفة من صوت ستيفان ، ذلك الصوت البارد الذي هو مثل رقصة السيف جميل ومميت ، وعديم الرحمة تماماً . صرخت ثانية : " ستيفان توقف " .
أدار رأسه ناحيتها مجفلاً ، كأنه قد نسي وجودها ، للحظة نظر إليها بدون وعي أو إدراك ، كانت عيناه سوداوين في ضوء القمر ، ففكرت في شيء مفترس ، طائر ضخم ضارٍ ، أو آكل لحوم أملس الشعر غير قابل لأن يشعر بأية مشاعر إنسانية ، ثم بدأ الإدراك يعود إلى ملامح وجهه ، وخفت حدة نظراته وبدأ اللون الأسود في عينيه يخبو .
نظر لأسفل نحو رأس تايلور المتدلي ، ثم أجلسه بلطف مقابل القبر الرخامي الأحمر ، كانت ركبتيه ملتويتين فانزلق لأسفل ، ولحسن حظ إلينا فتح عينيه – اليسرى على الأقل – أما اليمنى فبدأت تتورم وتنتفخ .
" سيكون بخير " ، قال ستيفان بفتور .
بدأ خوفها يخبو ويتراجع ، لكنها شعرت بفراغ في داخلها ، " مصدومة " ، فكرت إلينا ، " أنا فعلاً في صدمة " ، وقد أصرخ بشكل هستيري في أية لحظة .
" هل يوجد من يوصلك للمنزل ؟ " ، سألها ستيفان ، وصوته لا يزال بارداً ، ميتاً ومميتاً.
فكرت إلينا بديك وفيكي – الله وحده يعلم ماذا يفعلون عند تمثال توماس فيل – ثم قالت : " لا " . بدأ عقلها يعمل مجدداً ، بدأ يلاحظ ما يجري حولها ، فستانها البنفسجي كان ممزقاً من الأمام بالكامل ، وقد تلف تماماَ بحيث لا يمكن إصلاحه ، فشدته وجمعته معاً لتغطي ملابسها الداخلية .
" إذا أنا سأوصلك " ، قال ستيفان .
حتى مع الخدر الذي تشعر به ، فقد انتابتها رعشة سريعة من الخوف ، نظرت إليه ، شكله غريب ورائع بين هذه القبور القديمة ، وجهه شاحب تحت ضوء القمر ، لم تره من قبل هكذا ..وسيماً ..وسيماً جداً ، لكنه كان جمالاً غريباً ، ليس فقط غريباً ، بل غير بشري ، لأنه لا يوجد بشري باستطاعته إظهار تلك الهالة من القوة ، أو من البرود .
" شكراً ً لك ، هذا لطف منك " ، قالت ذلك ببطء ، ليس بإمكانها قول أو فعل شيء آخر .
لقد تركا تايلور بجانب قبر جده يحاول الوقوف على قدميه متألماً ، شعرت إلينا برعشة أخرى عندما وصلا الممر واستدار ستيفان متجهاً نحو جسر ويكري .
" لقد تركت سيارتي عند النزل " قال ستيفان ، " هذه أسرع طريق للعودة " . " هل جئت من هذه الطريق ؟ "
" لا ، لم أعبر الجسر ، لكنه سيكون آمن " . وقد صدقته إلينا .
كان شاحباً وصامتاً ، وكان يسير بجانبها من دون أن يلمسها ، باستثناء اللحظة التي خلع فيها سترته ووضعها حول كتفيها ، لقد راودها شعور غريب ؛ فقد كانت متيقنة ً بأنه مستعد أن يقتل كل من يحاول أن يؤذيها !
جسر ويكري كان يبدو لونه أبيض تحت ضوء القمر ، والمياه الباردة التي تحته تجري فوق الصخور القديمة .
كان العالم ساكناً ، جميلاً ، وبارداً ، بينما يمرون من بين أشجار البلوط متجهين نحو الطريق الريفية الضيقة .
مرا في طريقهما بالمراعي المسيجة ، والحقول المظلمة ، حتى وصلا إلى طريق متعرج .
لقد كان النزل عبارة عن بناء كبير واسع ، مبني من القرميد الأحمر الذي بلون الصدأ والمصنوع من الطين الأصلي ، وكان محاطاً بأشجار الأرز القديمة وأشجار القيقب ، كله ما عدا إحدى النوافذ كانت معتمة .
فتح ستفان إحدى أبواب النزل المزدوجة ، وخطوا داخل رواق صغير ، وقد كانت السلالم أمامه مباشرة ، الدرابزين كان مثل الأبواب مصنوعاً من خشب البلوط الأصلي الخفيف ، الذي كان مصقولاً جيداً ومدهوناً بمادة ملمعة بحيث بدا وكأنه يتوهج .
صعدا الدرج إلى الطابق الثاني ، وتفاجأت إلينا بأنهما كانا بالكاد مضاءين .
قادها ستيفان داخل إحدى الغرف ، ثم فتح باباً بدا وكأنه باب خزانة ، ورأت من وراء هذا الباب درج ضيق جداً ، مرتفع وشديد الانحدار .
يا له من مكان غريب ، فكرت إلينا ، هذا الدرج المخفي والمدفون في عمق المنزل ، بحيث لا يصله أو يتسلل إليه أي صوت من الخارج .
وصلت إلى أعلى السلم ، ووجدت نفسها داخل غرفة ضخمة تشكل لوحدها الطابق الثالث بأكمله ، وكانت مضاءة بضوء خافت جداً تماماً مثل الدرج والطابق الثاني . استطاعت أن ترى الأرضية الخشبية المدهونة ، والدعامات المكشوفة في سقف الغرفة المائل ، كان هناك نوافذ عالية على كل جوانب الغرفة ، والكثير من الصناديق المتناثرة بين قطع من الأثاث كبيرة الحجم .
أدركت أنه كان يشاهدها ، فقالت : " هل يوجد حمام هنا ، كي........."
أشار إلى أحد الأبواب ، فخلعت إلينا السترة وناولتها إياه من دون أن تنظر إليه ، ودخلت الحمام .
----------------------
الكلام اللي بيحكيه تايلور ومحطوط بين اقواس ..كان بيحكيه وهو بيدلع او سكران مش عارفة ..كان كلامه مايع ..ومعرفتش اجيبه بالعربي علشان هيك حطيته بين اقواس
عدل سابقا من قبل Ayaamr في السبت مايو 14, 2011 12:20 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
مغروره بس معذوره .... عضو متميز
我的灵魂与你
عدد المساهمات : 5385 النقاط : 59377 تاريخ التسجيل : 13/11/2010 العمر : 32 الموقع : ღΞ moon ღΞ
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الثلاثاء أبريل 26, 2011 4:52 pm | |
| | |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل الثامن الأحد مايو 01, 2011 11:26 pm | |
| الفصل الثامن كاملاً
عندما دخلت إلينا الحمام كانت مصابة بالخدر وحالة من فقدان الحس ، منبهرة ، وشعور بالامتنان يغمرها ، لكنها خرجت منه غاضبة ! .
لم تكن متأكدة متى حدث هذا التحول في مشاعرها ، لكنها تذكر أنها عندما كانت تغسل وتنظف الخدوش التي في وجهها ويديها ، منزعجة من عدم وجود مرآة ، ومن حقيقة أنا قد نسيت محفظتها في سيارة تايلور ، حينها عادت المشاعر تضربها مجدداً ، وما شعرت به حينها هو الغضب .
اللعنة على ستيفان سلفاتور ، بارد جداَ ومتحفظ ، حتى وهو ينقذ حياتها ، اللعنة عليه وعلى لطفه وتهذيبه الزائد عن الحد ، واللعنة عليه وعلى بسالته ونبله ، واللعنة عليه أيضاَ وعلى تلك الجدر التي بناها حوله والتي تبدو أعلى وأسمك من ذي قبل !!
سحبت الدبابيس المتبقية في شعرها ، واستخدمتها لتغلق الجهة الأمامية الممزقة من فستانها، ثم مشطت شعرها المرخي بسرعة بمشط عظمي مزخرف وجدته بجانب المغسلة . وخرجت من الحمام رافعة ذقنها لأعلى ، ومضيقة عينيها .
لم يكن قد أعاد ارتداء السترة ، كان واقفاً بجانب النافذة مرتدياً كنزته البيضاء ، رأسه منحني ، يبدو عليه التوتر، منتظراً إياها . من غير أن يرفع رأسه ، أومأ باتجاه شيء ما طويل مخملي وغامق اللون موضوع على الكرسي . وقال : " ربما تودين ارتداء هذا فوق فستانك " .
لقد كانت عباءة – بالحجم والطول الطبيعي – فخمة وناعمة الملمس ، ولها غطاء للرأس ، وضعت إلينا هذه العباءة الثقيلة حول كتفيها ، لم تكن سعيدة بهذه الهدية ، فقد لاحظت أن ستيفان لم يحاول أن يقترب منها ، ولم ينظر حتى إليها وهو يتكلم .
بشكل متعمد ومدروس ، حاولت أن تغزو عالمه الخاص ، شدت العباءة أكثر حول نفسها ، وشعرت – حتى في تلك اللحظة – بإعجاب بالطريقة التي تساقطت فيها طيات العباءة حولها ، ومستمتعة بملمسها على جسدها ، ومعجبة بمنظر الذيل الذي يمتد وراءها على الأرض . تقدمت باتجاهه ، لكي تقوم بفحص التسريحة الموجودة بجانب الشباك والمصنوعة من خشب الماهوجني . على تلك التسريحة كان هناك خنجر مخيف وغريب الشكل له مقبض عاجي ، وكأس رائع مصنوع من العقيق مثبت في حامل فضي ، وكرة ذهبية موجود بداخلها شيء يبدو كأنه قرص ساعة ، وبعض العملات الذهبية .
رفعت إحدى العملات الذهبية - لسببين - الأول لأن شكلها مثير للاهتمام ، والثاني لأنها أرادت أن تزعج ستيفان بالعبث بأشيائه ، ثم سألت : " ما هذه ؟ "
صمت لبرهة ، ثم أجاب : " عملة فلورنسية قديمة " .
" وما هذه ؟ "
" ساعة ألمانية للجيب تعود للقرن الخامس عشر " ، قال ستيفان ذاهلاً ، ثم أضاف : " إلينا ..."
رأت صندوقاً حديدياً صغيراً ، له غطاء مشبوك به ، " ماذا عن هذا ؟ هل يفتح ؟ "
" لا " ، كانت حركته رشيقة وسريعة مثل القطة ، مد يده بسرعة نحو الصندوق وأنزل الغطاء ، : " هذا شيء شخصي " قال ذلك بنبرة قوية واضحة .
لاحظت أن يده لمست فقط غطاء الصندوق وتجنب لمس يدها ، في اللحظة التي رفعت أصابعها عن الصندوق ، ارتد ستيفان عائداً للخلف .
فجأة تصاعد غضبها بدرجة هائلة ، وطفح كيلها ، ولم تعد قادرة على التحمل أكثر من ذلك ، " احذر " ، قالت بعنف ، " لا تلمسني وإلا سوف تصاب بمرض !!"
استدار مبتعداً نحو النافذة .
وهي أيضاً ابتعدت عنه وعادت لتقف في منتصف الغرفة ، وكانت تشعر به يشاهد انعكاس صورتها على النافذة ، وفجأة تنبهت كيف تبدو صورتها بالنسبة له ! ، شعر شاحب يتساقط فوق سواد قلنسوة العباءة ، يد بيضاء تشد العباءة قريباً من حلقها ، مثل أميرة مأسورة تمشي و تدور داخل برجها .
أمالت رأسها للوراء لتنظر إلى ذلك الباب الموجود في السقف ، ثم سمعت صوت شهيق ناعم وواضح تماماً ، نظرت إليه ورأت نظرته متركزة على حلقها ، النظرة التي في عينيه أربكتها ، ثم تصلب وجهه ، واضعاً حداً لنظرتها .
ثم قال : " أظن.." ، " من الأفضل أن أرجعك للمنزل " .
في تلك اللحظة شعرت بأنها تريد أن تجرحه ، تريد أن تجرح مشاعره كما جرح مشاعرها ، لكنها أيضاً تريد الحقيقة ، فقد سئمت من هذه اللعبة ، لقد تعبت من رسم الخطط للحصول عليه ، ومن تدبير المكائد له ، ومن محاولة قراءة ما يجول بعقله ! لقد كان شعوراً مخيفاً ورائعاً في نفس الوقت ، أن تسمع صوتها ينطق بتلك الكلمات التي طالما فكرت فيها .
" لماذا تكرهني ؟ " نظر إليها للحظة متفاجئاً ، ويبدو أنه لا يجد كلمة ليقولها ، ثم قال : " أنا لا أكرهك "
" بل تكرهني .." ..." أعلم أنه ليس من حسن الخلق أن أقول هذا ..لكني لا أهتم ، اعلم أنني يجب أن أكون ممتنة لك لأنك أنقذتني الليلة ..لكني لا أهتم بذلك أيضاً ، لم أطلب منك أن تنقذني ، ولا أعرف حتى لماذا كنت في المقبرة أصلاً ، ولا أفهم لماذا حتى أنقذتني ..نظراً لطبيعة شعورك نحوي ! " .
لقد كان يهز رأسه ، لكنه قال بصوت ناعم : " أنا لا أكرهك " .
" لقد كنت تتجنبني من البداية ، كأنني ...كأنني مصابة بنوع من الجذام ، لقد حاولت أن أكون لطيفة معك ، لكنك رميت ذلك كله في وجهي ، هل هذا ما يفعله السيد المهذب الجنتلمان عندما يحاول شخص ما الترحيب به ؟!! "
لقد كان يحاول أن يقول شيئاً ما ، لكنها استمرت غافلة عنه : " لقد كنت تصدني مرة بعد مرة وأمام أنظار الجميع ، لقد أذللتني في المدرسة كلها ، ولم تكن لتتحدث إلي الآن لو لم تكن المٍسألة مسألة حياة أو موت ، هل هذا ما يتطلبه الأمر لكي يتم الحصول منك على كلمة ؟!، هل يجب أن يكون هناك شخص ما على وشك الموت ؟! " .
" وحتى الآن .." ، استمرت قائلة بمرارة : " لا تريدني أن أقترب منك ، ماذا حدث معك، ستيفان سلفاتور ، لكي تعيش هكذا ؟.... لكي تبني جدراً حولك لتمنع الناس من الاقتراب منك ؟... لكي لا تثق بأي أحد ؟.. ما مشكلتك ؟! "
لقد كان صامتاً الآن ، وحول بصره ليتجنب النظر في عينيها ، أخذت نفساً عميقاً ، وقومت كتفيها ، رافعة رأسها لأعلى ، ومع ذلك كانت عيناها متقرحتان تشتعلان بالألم والدموع ، : " وما العيب الذي فيَّ..." ..أضافت بهدوء ..." ذلك الذي يمنعك حتى من النظر إلي ، لكنك تسمح ’ لكارولين فوربس ’ بأن ترمي نفسها عليك ؟ لدي الحق في أن أعرف السبب على الأقل ..ولن أزعجك بعد ذلك أبداً ..وحتى أنني لن أتكلم معك في المدرسة ..لكنني أريد أن أعرف الحقيقة قبل أن أذهب ..لماذا تكرهني كلّ هذا الكره ستيفان ؟ "
أدار رأسه ورفعه ببطء ، كانت عيناه كئيبتين ولم تعودا مرئيتين ، التوى شيء ما بداخلها لمرأى الألم في وجهه .
كان لا يزال متحكماً في صوته ...لكن بشكل ضعيف ، واستطاعت رؤية الجهد الذي يبذله لكي يحافظ على ثبات صوته .
ثم قال : " نعم " ..." أعتقد أن لديك كل الحق في أن تعرفي إلينا " ..نظر إليها ، ثم قابلت عيناه عينيها مباشرة ، فكرت إلينا ’ هل الأمر بهذا السوء ؟ وما الذي يمكن أن يكون سيئاً إلى هذه الدرجة ؟ ’ ..." أنا لا أكرهك " ، استمر لافظاً كل كلمة بحذر ووضوح : " ولم أكرهك أبداً ، لكنك ..تذكرينني بشخص ما " .
لقد صدمت إلينا ..فأياً ما كانت تتوقعه..ليس هذا بالتأكيد ... : " هل أذكرك بشخص آخر تعرفه ؟ "
" بشخص عرفته " ، قال بهدوء ، " لكن .." أضاف ببطء كأنه يحاول أن يحل لغز لا يفهمه لنفسه : " أنت لست مثلها حقيقة ، إنها تشبهك ، لكنها كانت هشة ورقيقة ..ضعيفة وقابلة للعطب ، من الداخل ومن الخارج " .
" وأنا لست كذلك " .
أصدر ستيفان صوتاً كان ليبدو ضحكة لو أن الوضع يستدعي الضحك ، ثم قال : " لا ، أنت مقاتلة ، أنت ...نفسك "
سكتت إلينا للحظة ، لم تعد قادرة على الغضب منه وهي ترى كل هذا الألم في وجهه ، وقالت : " هل كنت مقرباً منها ؟ "
" نعم "
" لكن ماذا حدث ؟ "
لقد صمت لفترة طويلة ، بحيث ظنت إلينا أنه لن يجيبها ، لكنه قال أخيراً : " لقد ماتت " .
أخرجت إلينا نفساً مرتجفاً ، وتبددت آخر ذرة غضب لديها ، : " هذا مؤلم بشكل فظيع " ، قالت بنعومة وهي تفكر بالشاهد الأبيض الموجود بين أعشاب الجاودار والمكتوب عليه ’ جليبرت ’ ، : " أنا آسفة " .
لم يقل شيئاً ، وتصلب وجهه مرة ثانية ولم يعد يمكن قراءة تعابيره ، بدا وكأنه ينظر بعيداً إلى شيء ما ، شيء فظيع ومفجع هو فقط من يراه ، لكن لم يظهر على وجهه أي تعبير إلا الحزن .... من خلال تلك الجدر التي بناها حوله ، ومن خلال تحكمه المرتعش ، لقد استطاعت رؤية نظرة العذاب ، عذاب الذنب الذي لا يحتمل ، وعذاب الوحدة ، نظرة ضائعة ، نظرة شخص تطارده الأشباح ، نظرة جعلتها تتقدم لتقف بجانبه دون وعي منها .
وهمست : " ستيفان " ، لكن يبدو أنه لم يسمعها ، كان غارقاً في بؤسه .
لم تستطع إيقاف يدها من أن تمتد إلى ذراعه ، : " ستيفان ، أعرف تماماً شعور هذا الألم ..."
" لا ..لا تعرفين " ، انفجر فجأة ، وكل هدوئه تبدد وتحول إلى غضب أبيض عارم ، نظر إلى يدها التي على ذراعه ، كأنه انتبه فجأة أنها هناك ، كأنه غاضب من وقاحتها لتجرئها على لمسه ، كانت عيناه الخضراوين متسعتين ومظلمتين بينما ينفض يدها بعيداً عنه ، ومد إحدى يديه ليمنعها من لمسه مرة ثانية ....
....وبطريقة ما ، بدلاً من ذلك ، أمسك بيدها شابكاً أصابعه في أصابعها ، كأن حياته معلقة على ذلك ، نظر إلى أيديهما المتشابكة بحيرة وذهول ، ثم – ببطء – تحولت نظرته من أصابعهما المتشابكة إلى وجهها .
وهمس : " إلينا ...."
ثم رأته ...العذاب الذي اكتسح نظرته ..كأنه لم يعد قادراً أكثر على المقاومة ، لقد انهزم وبدا كأن تلك الجدر قد انهارت وتفتت أخيراً ، حينها استطاعت أن ترى ما بداخله ..ما كان مختبئاً خلف تلك الجدر .
ثم – وبيأس وضعف – أحنى رأسه باتجاه شفتيها .
" انتظر .....توقف هنا " ، قالت بوني ، " أعتقد أني رأيت شيئاً " .
أبطأت سيارة مات ’ الفورد’ متجهة إلى جانب الطريق ، حيث العليق والشجيرات الصغيرة تنمو بكثافة هناك . ورأوا شيئا ما بدا كوميض أبيض متجهاً نحوهم .
" يا إلهي " ، قالت ميريديث ، " إنها فيكي بينيت "
كانت الفتاة تمشي بترنح وتتعثر أمام الضوء المنبعث من مصابيح السيارة الأمامية ثم وقفت هناك ، وهي ترتجف ، وذلك في اللحظة التي كبح فيها مات فرامل السيارة .
شعرها البني الفاتح كان متشابكاً ومبعثراً ، وعيناها جاحظتان ومتسعتان ووجهها متسخ وملطخ بالقذارة والوحل ، وكانت مرتدية فقط قميص داخلي أبيض رقيق .
" ادخلي في السيارة " ، قال مات ، في نفس اللحظة التي فتحت فيها ميريديث باب السيارة وخرجت منها متجهة نحو فيكي الخائفة والمنبهرة .
" فيكي هل أنت بخير ؟ ماذا حدث لك ؟ "
أصدرت فيكي صوت أنين ، بينما كانت لا تزال تحدق أمامها مباشرة ، ثم فجأة بدا كأنها رأت ميريديث ، فتشبثت بها حافرة أظافرها في ذراع ميريديث .
ثم قالت : " اخرجوا من هنا " ، وعينيها ممتلئتين بيأس شديد ، صوتها كان غريباً وغليظاً كأن هناك شيئاً ما في فمها ، " جميعكم ....اخرجوا من هنا ، إنه قادم " .
" ما هو الشيء القادم فيكي ؟ وأين إلينا ؟ "
" اخرجوا الآن ...."
نظرت ميرديث لأسفل نحو الطريق ، ثم قادت الفتاة نحو السيارة ، وقالت : " سوف نأخذك بعيداً من هنا " .." لكن يجب أن تخبرينا ماذا حدث . بوني أعطيني معطفك إنها متجمدة من البرد " .
" يبدو أنها تعرضت للأذى وجرحت " ، قال مات بتجهم ، " وتبدو مصدومة أو ما شابه . لكن السؤال الآن : أين الباقين ؟ فيكي هل كانت إلينا معك ؟ " .
بكت فيكي واضعة يديها على وجهها ، بينما ميريديث تضع معطف بوني الزهري حول كتفيها ، " لا ....ديك " ، قالت ذلك بصوت غير واضح ، يبدو أن شيئاً ما يؤلمها عندما تتكلم ، " لقد كنا في الكنيسة ، لقد كان أمراً مرعباً وفظيعاً ، لقد جاء .....مثل الضباب في كل مكان ، وعينين ، لقد رأت عينيه في الظلمة تشتعلان ، لقد أحرقتاني ..." .
" إنها تهذي " قالت بوني ، " أو مصابة بحالة هستيريا ، أو سموه ما شئتم " .
تكلم مات ببطء ووضوح : " فيكي ، من فضلك ، نريد منك فقط أن تخبرينا بأمر واحد ، أين إلينا ؟ ماذا حدث لها ؟ " .
" لا أعرف " ، ورفعت وجهها المبلل بالدموع نحو السماء ، " لقد كنا أنا وديك وحدنا ..لقد كنا ..ثم فجأة أصبح في كل مكان حولنا ، لم أستطع الهرب ، إلينا قالت بأن القبر قد فتح ، ربما كان هذا المكان الذي جاء منه ذلك الشيء ، لقد كان فظيعاً ...."
" لقد كانوا في المقبرة ، في الكنيسة المتهدمة " ، فسرت ميريدث ، " وإلينا كانت معهم ..انظروا إلى هذا " ، على ضوء مصباح السيارة الرأسي ، استطاعوا رؤية خدوش عميقة ويبدو أنها جديدة تمتد من عنق فيكي حتى بداية التخاريم في قميصها الداخلي .
" تبدو كأنها آثار خدش حيوان " ، قالت بوني ، " مثل الآثار التي تتركها مخالب قطة ربما " .
" لكن ليست قطة من هاجم ذلك الرجل العجوز تحت الجسر " ، قال مات ، وجهه كان شاحباً ، وعضلات فكه بارزة ، تتبعت ميريديث نظرته نحو أسفل الطريق ، ثم هزت رأسها .
ثم قالت : " مات ، يجب علينا أن نرجعها أولاً ، نحن مضطرين " .." استمع إلي ..أنا قلقة على إلينا مثلك تماماً ، لكن فيكي بحاجة إلى طبيب ، ونحتاج أيضاً أن نبلغ الشرطة ، ليس لدينا أي خيار ، يجب أن نعود " .
حدق مات لأسفل نحو الطريق للحظات طويلة ، ثم أخرج نفساً كالهسهسة ، صافقاً باب السيارة بعنف ، ثم شغل السيارة ، واستدار بها ، فاعلاً كل حركة بعنف .
وطوال الطريق وهم عائدين إلى البلدة ، كانت فيكي تئن وتبكي وتتكلم عن تلك العيون التي في الظلام .
*************************
شعرت إلينا بشفاه ستيفان تلامس شفتيها .
هكذا كان الأمر بكل بساطة ...كل الأسئلة أجيبت ، وكل المخاوف اختفت ، جميع الشكوك أزيلت ، لم يكن ما تشعر به فقط مجرد شغف ، لكنها شعرت بضعف شديد ورقة بالغة ، وحب قوي جداً جعلها ترتعش من الداخل ، كان من المفروض أن تخيفها قوة هذا الحب ، لكن مع ستيفان لا يمكنها أن تشعر بالخوف أبداً .
لقد عادت إلى موطنها .
هذا المكان الذي تنتمي إليه ، وقد وجدته أخيراً ، مع ستيفان ، كانت في موطنها .
سحب نفسه عنها قليلاً برفق ، وشعرت به يرتجف .
" أوه ، إلينا " ، همس من بين شفتيه ، " لا يمكننا ...."
" لكننا فعلنا وانتهى الأمر " همست له ، ثم شدته باتجاهها مرة ثانية .
كانت تشعر بأنها قادرة على سماع أفكاره ، والإحساس بشعوره ، المتعة والرغبة ، تتنقل بينهما ، تربطهما ببعضهما ، تقربهما من بعضهما ، وأحست إلينا أيضاً بمشاعر عميقة تنبع من داخله ، إنه يريد أن يحتفظ بها إلى الأبد ، أن يحميها من كل أذى ، يريد أن يدافع عنها ويصونها من كل شر قد يهددها ، يريد أن يربط حياته بحياتها .
بإمكانها الشعور بالضغط الرقيق الناعم لشفتيه على شفتيها ، وبالكاد احتملت حلاوتها ، ’ نعم ’ فكرت إلينا ، تدفقت المشاعر خلالها و ضربتها كما تضرب الأمواج الصخور ، وكانت مثل بركة صافية ، وهي تغرق بداخلها ، البهجة التي شعرت بها داخل ستيفان ، واللذة فسرتا تدفق تلك المشاعر بداخلها ، حب ستيفان غمرها ، أشرق بداخلها ، وأضاء كل جزء مظلم من روحها مثل الشمس ، ارتعشت من اللذة ، والحب ، والرغبة والشوق . سحب نفسه ببطء بعيداً عنها ، كأنه لا يحتمل أن ينفصل عنها ، ثم نظر كل واحد في عيون الآخر ، ببهجة وتعجب .
لم يتكلما ، لم يكن هناك حاجة للكلام ، مسد شعرها بلمسة خفيفة جداً بالكاد شعرت بها ، كأنه خائف من ان تنكسر بين يديه ، ثم عرفت حينها : لم تكن الكراهية هي سبب تجنبه لها لفترة طويلة ، لا ، لم تكن كراهية أبداً .
لم تدرك إلينا كم مضى من الوقت حين كانوا ينزلون الدرج . في أي وقت آخر كانت إلينا ستبدو مبتهجة ومتحمسة لركوبها سيارة ستيفان ، أما هذه الليلة فبالكاد لاحظتها ، لقد كان يمسك بيدها طوال الطريق وهو يقود السيارة عبر الشوارع المهجورة .
أول شيء لاحظته إلينا عندما وصلوا منزلها ، كانت الأضواء المشتعلة .
" إنها الشرطة " ، قالت وهي تجد صعوبة في إيجاد صوتها .
لقد كان غريباً ان تتكلم بعد كل تلك الفترة من الصمت ، " وهذه سيارة روبرت ، وسيارة مات أيضاً " ، نظرت إلى ستيفان والسكينة التي شعرت بها يبدو فجأة أنها تبددت ، " أتساءل ماذا حدث ، ألا تتوقع أن يكون تايلور قد أخبرهم الآن ..؟ "
" حتى تايلور لن يكون بذلك الغباء " قال ستيفان
أوقف سيارته خلف إحدى سيارات الشرطة ، سحبت إلينا يدها من يده على مضض ، فكل ما كانت تتمناه من صميم قلبها أن تكون لوحدها مع ستيفان ، بحيث لا يكونا بحاجة لمواجهة العالم الحقيقي .
لكن لا أمل في ذلك ، لقد سارا عبر الممر إلى الباب ، الذي كان مفتوحا ً ، في الداخل بدا المنزل كأنه شعلة من الأنوار .
عندما دخلت ، رأت إلينا ما بدا كأنه عشرات الوجوه تلتفت نحوها ، انتبهت فجأة كيف تبدو صورتها ، واقفة عند عتبة الباب ترتدي تلك العباءة السوداء المخملية ، وستيفان سلفاتور إلى جانبها ، خالتها جوديث أطلقت صرخة ، ثم جرت نحوها ، تهزها وتعانقها في نفس الوقت .
" إلينا ، أوه ، شكراً يا إلهي ، أنت بأمان ، لكن أين كنت ؟ ولماذا لم تتصلي بنا ؟ هل تدركين ما جعلتنا جمعاً نمر به ؟ "
حدقت إلينا عبر الغرفة بحيرة وذهول ، فلم تفهم شيئاً .
" نحن سعداء بعودتك " قال روبرت
" لقد كنت في النزل مع ستيفان " ، قالت ببطء ، " خالتي جوديث هذا ستيفان سلفاتور ، إنه يقطن في غرفة مستأجرة في النزل ، وهو من أوصلني ".
" شكراً لك " قالت الخالة جوديث لستيفان من فوق رأس إلينا ، ثم عادت لتنظر إلى إلينا ، وقالت : " لكن فستانك ..شعرك ..ماذا حدث ؟ "
" ألا تعرفون ؟ هذا يعني أن تايلور لم يخبركم ، لكن لماذا الشرطة موجودة هنا ؟ " ، تقدمت إلينا نحو ستيفان بشكل غريزي ، ثم شعرت به يقترب منها لحمايتها .
" إنهم هنا بسبب فيكي بينيت ، لقد هوجمت الليلة في المقبرة " قال مات ، كان هو وبوني وميريديث واقفين خلف الخالة جوديث ، تبدو عليهم علامات الارتياح ، وقليل من الارتباك ، لكن ما هو واضح تماماً عليهم هو التعب ، " لقد وجدناها منذ ساعتين أو ثلاث ، وكنا نبحث عنك منذ ذلك الوقت " .
" هوجمت ؟ " سألت إلينا بصدمة ، " هوجمت من قبل ماذا ؟ "
" لا أحد يعلم " قالت ميريديث
" حسناً ، لا يوجد ما نقلق بشأنه الآن " قال روبرت بارتياح ، " يقول الطبيب على ما يبدو أنها تعرضت لفزع شديد ، فقد كانت تشرب الكحول ، فكل ما حدث قد يكون من مخيلتها "
" تلك الخدوش لم تكن خيالية " قال مات بتهذيب لكن بقوة وبشكل قاطع .
" أي خدوش ؟ عن ماذا تتحدثون ؟ " ، سألت إلينا ، ناقلة بصرها بين كل واحد منهم .
" سوف أخبرك " قالت ميريديث ، ثم بدأت تشرح كيف وجدت وهي والآخرين فيكي : " استمرت بالقول بأنها لا تعرف أين أنت ، بأنها كانت وحدها مع ديك عندما حدث الأمر ، وعندما أعدناها إلى هنا ، قال الطبيب بأنه لا يستطيع أن يعطي حكماً نهائياً فلم يجد دليلاً قاطعاً ، لم تتأذى كثيراً باستثناء تلك الخدوش والتي قد تكون من فعل قطة "
" لم يكن هناك أي علامات أخرى على جسدها ؟ " قال ستيفان بحدة ، لقد كانت المرة الأولى التي يتكلم فيها منذ أن دخل المنزل ، نظرت إلينا إليه متفاجئة من نبرة صوته .
" لا " قالت ميريديث ، " بالطبع ، قطة لا يمكنها تمزيق ملابسها لكن ديك بإمكانه ...ثم هناك أيضاً لسانها ..قد تعرض للعض "
" ماذا ؟ " قالت إلينا .
" لقد عُض بشكل شيء ، ما أعنيه أنه نزف الكثير من الدم ، وهو يؤلمها عندما تتكلم " .
واقفاً بجانب إلينا ، أصبح ستيفان ساكناً للغاية ، " هل لديها أي تفسير عن طبيعة ما حدث ؟ "
" كانت مصابة بحالة هستيريا " قال مات ، " هستيريا كاملة ، كلامها كان غير واضح وغير مفهوم ولم يكن مترابطاً ، فقد استمرت تهذي وتثرثر عن عيون في الظلام ، والضباب ، وعدم قدرتها على الهرب ...وهذا السبب الذي جعل الطبيب يعتقد أنه نوع من الهلوسة ، لا أحد يستطيع أن يفهم أو يبرهن ماذا حدث ، لكن الحقيقة هي أن فيكي وديك كارتر كانا لوحدهما في الكنيسة المتهدمة بالقرب من المقبرة وفي منتصف الليل عندما جاء شيء ما وهاجمها " .
أضافت بوني : " لم يهاجم ديك ، وهذا يوضح قليلاً بعض الأمور ، لقد وجدته الشرطة مغمياً عليه على أرض الكنيسة ، ولا يتذكر أي شيء مما حدث "
لكن إلينا بالكاد سمعت آخر كلمتين ، شيء غريب وفظيع أصاب ستيفان ، لا تدري كيف عرفت ذلك ، لكنها عرفته ، شعرت به تصلب عندما أنهى مات كلامه ، والآن بالرغم من انه لم يتحرك ، شعرت بأن هناك مسافة كبيرة تفصل بينهما ، كأنما هي وهو واقفان في اتجاهان متعاكسان فوق صدع جليدي وهو يتكسر باعداً كل واحد منهما عن الآخر .
قال بصوت رهيب متسلط كانت قد سمعته مسبقاً في غرفته : " في الكنيسة ، مات ؟ "
" نعم في الكنيسة القديمة المتهدمة " قال مات
" وهل أنت متأكد أنها قالت أن الوقت كان منتصف الليل ؟ "
" ليست متأكدة ، لكن ينبغي أن يكون قريباً من ذلك ، لأننا عندما وجدناها لم يكن مضى على ما حدث الكثير من الوقت ، لكن لماذا تسأل ؟ "
لم يقل ستيفان شيئاً ، شعرت إلينا بأن الثغرة التي بينهما توسعت ، همست : " ستيفان " ، ثم قالت بصوت عالٍ : " ستيفان ماذا يحدث ؟ "
هز رأسه ، ’ لا تحاول إبعادي ’ فكرت إلينا ، لكنه لم ينظر إليها حتى ، " هل سوف تعيش ؟ " سأل فجأة . " يقول الطبيب أنها حالتها ليست خطرة فلم تتعرض للكثير من الأذى " ، قال مات ، " لا أحد لمح بأنها قد تموت " .
إيماءة ستفان كانت جافة ، ثم استدار ناحية إلينا وقال : " يجب علي أن أذهب ، أنت بأمان الآن " .
أمسكت بيده بينما يستدير مبتعداً ، ثم قالت : " بالطبع أنا بأمان ، وذلك بسبب أنت " .
قال : " نعم " ، لكن لم يكن هناك أي رد فعل في عينيه ، لقد كانتا غائمتين ، كأن هناك درع حولهما .
" اتصل بي غداً " ، ضغطت على يده ، لكي توصل له ما تشعر به ، تحت نظرات الموجودين الفاحصة ، لقد أرادته أن يفهم ماذا تريد .
نظر لأسفل نحو أيديهما بدون أي تعبير على وجهه ، ثم ببطء رفع بصره نحوها ، ثم أخيراً ضغط بيده على يدها ، وهمس : " نعم إلينا " ، وعينيه معلقتان بعينيها ، في الدقيقة التالية كان قد رحل .
أخذت نفساً عميقاً ، ثم استدارت عائدة إلى الغرفة المزدحمة ، الخالة جوديث كانت لا تزال تحوم حولها ، ونظرتها معلقة على ما قد يظهر من فستانها الممزق تحت العباءة .
ثم قالت : " إلينا ، ماذا حدث ؟ " ، ثم تحول نظرها نحو الباب الذي خرج منه ستيفان لتوه .
ضحكة هستيرية نوعاً ما صعدت إلى حنجرة إلينا ، لكنها خنقتها ، ثم قالت : " ليس ستيفان من فعل ذلك ، بل هو من أنقذني " ، شعرت بوجهها يتصلب ، ثم نظرت إلى ضابط الشرطة الذي كان يقف خلف خالتها ، " لقد كان تايلور ، تايلور سمولوود ....." .
عدل سابقا من قبل Ayaamr في السبت مايو 14, 2011 12:19 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
بيلا مصرية عضو متميز
عدد المساهمات : 1195 النقاط : 52910 تاريخ التسجيل : 23/02/2011 العمر : 28 الموقع : هو حبى المستحيل
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الأحد مايو 01, 2011 11:38 pm | |
| شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
| |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل التاسع الثلاثاء مايو 03, 2011 7:22 pm | |
|
الفصل التاسع كاملاً
إنها ليست النسخة الثانية من كاثرين.
هكذا فكر ستيفان ، وهو يقود سيارته عائداً إلى النزل في سكون الليل الذي يسبق الفجر والسماء قد تلونت بلون بنفسجي باهت مثل لون الخزامى ( اللافندر ) .
لقد قال لها نفس الكلام ، وكان صحيحاً ، وقد أدرك الآن كم استغرقه من وقت حتى وصل إلى هذا الاستنتاج . لقد كان مدركاً وواعياً لكل نفس من أنفاسها وكل حركة من حركاتها وذلك لأسابيع ، وقام بإحصاء كل اختلاف .
كان شعرها أفتح بدرجة أو درجتين من شعر كاثرين ، وحاجبيها ورموشها أغمق ، أما حواجب ورموش كاثرين كانت تقريباً بلون فضي ، وكانت أطول من كاثرين بشبر تقريباً ، وكانت تتحرك بحرية أكبر ، فالفتيات في هذا السن يكن مرتاحات وراضيات عن أشكال أجسادهن .
حتى عينيها ، هاتين العينين اللتان صدمتاه عندما نظر إليهما لأول مرة ظاناً أنها كاثرين ، ليستا متشابهتان حقاً ، فعيني كاثرين غالباً ما تتوسعان بنظرة دهشة طفولية ، أو حتى تنخفضان لأسفل كما هو لائق بالنسبة لفتاة شابة من القرن الخامس عشر ، لكن عيني إلينا تقابلان عينيك مباشرة ، وتنظران إليك بثبات بدون إجفال ، وفي بعض الأحيان تضيقان بعزم أو تحدي وبطريقة لم تفعلها كاثرين أبداً .
في الحسن والجمال والرشاقة والسحر التام كانتا متماثلتين ، لكن بينما كاثرين قطيطة بيضاء ، فإن إلينا هي نمرة ناصعة البياض .
بينما يمر من بين ظلال أشجار القيقب ، انكمش ستيفان من تلك الذكرى التي عصفت في ذهنه فجأة ، لن يفكر في ذلك ..لن يسمح لنفسه .. لكن الصور كانت قد أفلتت منه ، كأن مجلة سقطت على الأرض وانفتحت ولم يستطع إلا أنه يحدق بها غير قادر على إشاحة بصره ، و القصة بدأت بالفعل تروي نفسها في ذهنه.
أبيض ..كاثرين كانت ترتدي فستاناً أبيض في ذلك اليوم ، كان مصنوعاً من الحرير الفينيسي ، مع كمين مشقوقين يظهر من تحتهما قميص تحتاني مصنوع من الكتان ، وكان تضع على عنقها قلادة من الذهب واللؤلؤ ، وفي أذنيها قرطين صغيرين من اللؤلؤ .
كانت تبدو مبتهجة وسعيدة بهذا الفستان الجديد الذي أمر والدها بتفصيله خصيصاً لها .
وأخذت ترقص وتدور على قدم واحدة أمام ستيفان، رافعة تنورتها الطويلة مم*** إياها بيدها الصغيرة ، ليظهر من تحتها تنورتها الداخلية الصفراء المطرزة .
" هل رأيت ، إنها حتى مطرزة بالأحرف الأولى من اسمي ، كانت هذه فكرة بابا ...آه والدي العزيز .." انقطع صوتها ، و توقفت عن الدوران ، وأنزلت يدها بطء إلى جانبها ، " ما الأمر ستيفان ؟ أنت لا تبتسم "
لم يستطع حتى أن يحاول الابتسام ، مشهدها وهي واقفة هناك ، بفستانها الأبيض وشعرها الذهبي وتبدو خيالية كأنها ملاك أو ما شابه . جعل ستيفان يشعر بألم في جسمه ، لا يمكنه تصور فقدانها ، وإلا فإنه سوف يموت حتماً .
التفت أصابعه بتشنج حول المعدن البارد المنقوش : " كاثرين ، كيف يمكنني أن أبتسم ، كيف يمكنني أن أكون سعيداً ، بينما......"
" بينما ؟ "
" بينما أرى الطريقة التي تنظرين فيها نحو دايمون ؟ " ، وأخيراً قالها ، ثم استمر قائلاً بألم : " من قبل أن يأتي ، كنا أنا وأنت معاً ، ووالدانا كانا سعيدين بذلك ، وكانا يتحدثان عن خطط الزواج ، لكن الآن ، الأيام تمضي بسرعة ، الصيف تقريباً انتهى ، وقد أمضيت وقتاً مع دايمون مثل الوقت الذي أمضيتيه معي ، السبب الوحيد الذي جعل والدي يبقيه هو سؤالك له أن يفعل ذلك ، لكن لماذا طلبت منه ذلك كاثرين ؟ كنت أظن أنك تهتمين بي ."
" أنا فعلاً أهتم بك ستيفان ، وأنت تعرف ذلك جيداً " .
" لكن لماذا إذاً توسطت لدايمون عندي والدي ؟ لولاك أنت ، لرماه في الشارع ...."
" وهذا بالتأكيد سوف يسعدك ، أخي الصغير " ، الصوت الذي جاء من الباب كان ناعماً ومتغطرساً ، لكن عندما استدار ستيفان ناحية ديمون ، رأى عينيه تشتعلان .
" أوه ..لا ..هذا ليس صحيحاً " ، قالت كاثرين ، " ستيفان لا يتمنى لك الأذية أبداً " .
لوى ديمون شفتيه ، ورمى نظرة ازدراء ساخرة ناحية ستيفان بينما يتقدم ليقف إلى جانب كاثرين ، " ربما لا " ، قال لها ذلك خافضاً صوته قليلاً : " لكن أخي محق في أمر واحد على الأقل ، الأيام تمر بسرعة ، وقريباً سوف يغادر والدك فلورانس ، وسف يأخذك معه ....إلا إن كان لك سبب للبقاء هنا " .
إلا إن كان لك زوج تودين البقاء بجانبه ، مع أن هذه الكلمات لم تلفظ ، إلا أنهم جميعاً سمعوها . والدها البارون مولع جداً بها ، ومستحيل أن يزوجها رغماً عن إرادتها ، ففي النهاية يجب أن يكون القرار قرارها ، والاختيار اختيارها .
بما أن الموضوع تطرق لهذه المسألة ، لم يستطع ستيفان أن يبقى صامتاً : " كاثرين تعلم بأنها يجب أن تغادر والدها قريباً ..." بدأ بالكلام ، متباهياً بمعرفته السرية بهذا الأمر ، لكن شقيقه قاطعه
" نعم ، قبل أن يبدأ الرجل العجوز بالشك " قال ديمون عرضاً ، " حتى أكثر الآباء شغفاً ومحبة لأبنائه ، سوف يبدأ بالتساؤل عندما يرى أن ابنته لا تخرج إلا في الليل " .
شعر ستيفان بمشاعر متضاربة من الغضب والألم ، لقد كان صحيحاً ، إذا ديمون يعرف ، لقد شاركته كاثرين سرها .
" لماذا أخبرتيه كاثرين ؟ لماذا؟ ما الذي يمكنك رؤيته فيه ..رجل لا يهتم بشيء إلا بمتعته الخاصة ؟ كيف يمكنه منحك السعادة وهو لا يفكر إلا بنفسه ؟ "
" وكيف لهذا الفتى أن يمنحك السعادة وهو لا يعرف شيئاً عن العالم ؟ " ، تدخل ديمون قائلاً بصوت حاد كالشفرة مع نبرة احتقار ، " كيف بإمكانه أن يحميك بينما هو لم يواجه العالم الحقيقي أبداً ؟ إنه يمضي معظم وقته بين الكتب واللوحات..حسناً ..فلنبقيه هناك " .
هزت كاثرين رأسها بأسى ، وعيونها الزرقاء الرائعة غشاها الدموع .
" لا أحد منكما يفهم " ...." أنتما تظنان أن بإمكاني الزواج والاستقرار هنا كأي سيدة من سيدات فلورانس ، لكن لا استطيع أن أكون مثل أي امرأة أخرى ، كيف بإمكاني الحفاظ على حياة طبيعية في بيت مليء بالخدم وهم يراقبون كل حركة من حركاتي ؟ كيف بإمكاني العيش في مكان واحد حيث يلاحظ الناس أنني لا أتقدم بالعمر ؟ لا يمكنني أن أحيا حياة طبيعية أبداً " .
سحبت نفساً عميقاً ، ونظرت لكل واحد منهما ، ثم همست : " من أختاره ليكون زوجي ، يجب عليه أن ينسى العيش تحت ضوء الشمس ، وأن يختار العيش تحت ضوء القمر ويقضي الساعات في الظلام "
" إذاً يجب أن تختاري واحداً لا يخاف من العتمة " ، قال ديمون ، وتفاجأ ستيفان من القوة و الحدة في صوته ، فلم يسبق له من قبل أن سمع ديمون يتكلم بجدية وبقليل من العاطفة و التأثر ، " كاثرين ، انظري إلى أخي : هل هو قادر على اعتزال الحياة تحت ضوء الشمس ؟ إنه متعلق بالكثير من الأمور الاعتيادية : أصدقاؤه ، عائلته ، واجبه نحو فلورانس ، ....العيش في الظلمة سوف يدمره " .
" كاذب " ، صرخ ستيفان ، لقد كان يغلي الآن ، " إنني قوي مثلك تماماً يا أخي ، ولا أخاف شيئاً في الظلام ولا حتى في النهار ، وأحب كاثرين أكثر من الأصدقاء والعائلة ...."
".....أو حتى واجبك نحو فلورانس ؟ هل تحبها كفاية لتتخلى عن ذلك أيضا ؟ "
" نعم " قال ستيفان بشكل قاطع ، " أحبها كفاية لأتخلى عن كل شيء " .
أعطاه ديمون واحدة من إحدى ابتساماته المفاجئة والمزعجة ، ثم استدار ناحية كاثرين ، وقال : " يبدو أن الاختيار سيكون لك وحدك ، لديك اثنان يطلبان يدك ، إذاً هل ستختارين واحد منا ؟ أم لا ؟ "
أحنت كاثرين رأسها الذهبي ببطء ، ثم بعد ذلك رفعت عينيها الزرقاوين الدامعتين ونظرت إليهما معاً .
" أعطوني مهلة حتى يوم الأحد لأفكر ، وخلال هذا الوقت لا أريدكم أن تضغطوا علي بالأسئلة "
أومأ ستيفان على مضض ، وديمون قال : " ويوم الأحد ؟ "
" مساء الأحد وقت الشفق.. سوف أختار " .
****************
الشفق ..عتمة الشفق البنفسجية..
تلاشت الصور تدريجياً من ذهن ستيفان وتضاربت الألوان أمامه ، ثم عاد إلى الوقع ، ولقد كان الفجر وليس الغسق ذلك الذي يصبغ السماء الآن ، ثم قاد سيارته باتجاه حافة الغابة وهو ضائع في أفكاره .
وهو يقود سيارته باتجاه الشمال الغربي رأى جسر ويكري والمقبرة ، ثم مرت به ذكرى أخرى جعلت نبضه يخفق بقوة .
لقد اخبر ديمون بأنه مستعد بأن يتخلى عن كل شيء من أجل كاثرين ، وهذا بالضبط ما فعله ، لقد تخلى عن كل حق له في العيش تحت ضوء الشمس ، وأصبح واحداً من مخلوقات الظلام من أجلها ، صياد حكم عليه أن يصارع نفسه للأبد ، وسارق يسرق الأرواح لكي يملأ أوردته بالدماء ويروى عطشه .
وربما قاتل أيضاً ..لا..لقد قالوا بأن تلك الفتاة فيكي لن تموت ، لكن ضحيته التالية قد تموت ، وأسوأ شيء بالنسبة لآخر هجوم له هو أنه لا يتذكر أي شيء عنه ، يتذكر أنه كان ضعيفاً ، ويتذكر شعور الحاجة للدم القوي جداً والذي لا يقاوم ، ويتذكر أيضاً أنه كان يترنح أمام باب الكنيسة ، لكن لا شيء بعد ذلك ، لقد عادت له حواسه عندما ترددت صرخة إلينا في أذنيه ، وجرى بسرعة نحوها دون أن يتوقف ليفكر فيما قد يكون حدث .
إلينا ...للحظة شعر بفورة من السعادة التامة والرهبة ، ناسياً كل شيء آخر ، إلينا ..دافئة مثل شعاع الشمس ، ناعمة ورقيقة مثل نسيم الصباح ، لكن جوهرها صلب كالفولاذ الذي لا يكسر ،لقد كانت مثل نار مشتعلة في الجليد ، مثل حافة خنجر فضي حادة قاطعة .
لكن هل يملك الحق في أن يحبها ؟ مشاعره القوية تجاهها تضعها داخل دائرة الخطر ، ماذا سيحدث لو اجتاحته الحاجة الشديدة للدم وكانت إلينا هي أقرب بشري إليه ، أقرب شريان أو وعاء دموي ممتلئ بالدم الساخن المتجدد والطازج ؟
سأموت قبل أن ألمسها ، فكر ستيفان ، جاعلاً منه عهداً على نفسه ، قبل أن أثقب أوردتها ، سوف أموت عطشاً ، وأقسم بأنها لن تعرف سري أبداً ، بأنها لن تكون مضطرة للتخلي عن الحياة تحت ضوء الشمس من أجلي .
أضاءت السماء من خلفه ، لكن قبل أن يغادر أطلق نداءً عقلياً اختبارياً ، مستعيناً بكل قوته ومتحدياً الألم الذي حصل له من وراء ذلك ، باحثاً عن قوة أخرى قد تكون متواجدة بالقرب من هنا ، عن حل آخر قد يفسر ما حدث في الكنيسة .
لكن لا وجود لأي شيء ، ولا حتى ذرة استجابة صغيرة ، وشعر بأن المقبرة تسخر منه بصمتها .
استيقظت إلينا مع ضوء الشمس الذي يسطع على نافذتها ، وشعرت – فجأة وفي وقت واحد – بأنها قد شفيت للتو من نوبة انفلونزا طويلة ، وبأن هذا الصباح هو صباح يوم الكريسماس . أفكارها كانت متخبطة ومضطربة بينما تقوم من سريرها .
أوه ..جسدها كله يؤلمها ، لكنها هي وستيفان .....هذا يجعل كل شيء على ما يرام ...تايلور ذلك السكير الجلف القذر ...لكن تايلور لم يعد يهم بعد الآن ، لا شيء يهم ما عدا أن ستيفان يحبها .
نزلت الدرج وهي ترتدي منامتها الليلية ، وأدركت من خلال رؤيتها لانحراف ضوء الشمس على النوافذ بأنها نامت حتى وقت متأخر ، خالتها جوديث ومارغريت كانتا في غرفة المعيشة .
" صباح الخير خالتي جوديث " ، وأعطت خالتها المتفاجئة عناقاً طويلاً قوياً ، " وصباح الخير يقطينتي " حملت مارغريت بين ذراعيها ثم أخذت ترقص معها الفالس وتدور حول الغرفة ، " و....أوه ! صباح الخير روبرت " ، بدت محرجة من حماستها الزائدة ، ومن الحالة التي بدت فيها بثوب نومها الذي لا يكاد يستر شيئاً ، أنزلت مارغريت على الأرض ثم أسرعت نحو المطبخ .
لحقت بها خالتها ، وبالرغم من تلك الدوائر السوداء تحت عينيها إلا أنها كانت تبتسم ، " تبدو معنوياتك مرتفعة هذا الصباح "
" أوه ..نعم أنا كذلك " ، وأعطتها إلينا عناق آخر كاعتذار لها بسبب تلك الهالات السوداء تحت عينيها .
" تعلمين بأننا يجب أن نذهب لمركز الشرطة لنتكلم معهم حول ما فعله تايلور "
" نعم " ، أخرجت إلينا العصير من الثلاجة وصبت لنفسها كوباً ، " لكن هل يمكنني الذهاب أولاً لزيارة فيكي بينيت ؟ لا بد أنها منزعجة الآن ، خصوصاً وأن لا أحد تقريباً يصدقها "
" هل تصدقينها إلينا ؟ "
" نعم " قالت ببطء ، " أنا فعلاً أصدقها ، و...خالتي " ، أضافت بعد أن قررت ذلك ، " شيء ما حدث لي عندما كنت في الكنيسة أيضاً ، أعتقد ...."
" إلينا ، بوني وميريديث هنا جاؤوا ليروك " ، صوت روبرت جاءها من مدخل البيت .
يبدو أن مزاجها الواثق قد تلاشى ، " أوه ....حسناً أدخلهما " ، أخذت رشفة من عصير البرتقال : " سوف أخبرك لاحقاً " ، وعدت خالتها جوديث بذلك . في الوقت الذي سمعت فيه خطوات تقترب من المطبخ .
وقفت بوني وميرديث عند مدخل المطبخ ، وكانتا واقفتين هناك بشكل رسمي غير مألوف منهما .
إلينا نفسها شعرت بالحرج والارتباك ، وانتظرت حتى غادرت خالتها لكي تتكلم .
ثم صفت حنجرتها وتنحنحت ، وركزت نظرها على قطعة مطاطية رثة من مشمع الأرضية ، ألقت نظرة سريعة على بوني وميرديث فوجدتهما تحدقان في نفس القطعة .
انفجرت بالضحك ، وعلى صوت الضحكة رفعت بوني وميرديث أنظارهما نحوها . " أنا سعيدة جداً بحيث لا أستطيع أن أكون في موقف دفاعي " ، قالت إلينا مادة ذراعيها نحوهما ، " أعلم بأنني يجب أن أكون آسفة بسبب ما قلته ، وأنا آسفة ، لكنني لا أستطيع أن أبقى حزينة طوال الوقت ، ما حدث كان فظيعاً ، وأنا أستحق حتى الإعدام ، والآن هل يمكننا التظاهر بأن شيئاً لم يحدث ؟ "
" نعم يجب أن تكوني آسفة ، تفرين منا هكذا ..وتجعليننا نبحث عنك ونصاب بالقلق " ، وبختها بوني بينما الثلاثة يعانقن بعضهن البعض .
" وتايلور سمولوود من بين كل الناس ! " قالت ميريديث
" حسناً ...لقد تعلمت الدرس هذه المرة " ، قالت إلينا ، وللحظة تعكر مزاجها ، ثم أطلقت بوني ضحكة .
" لكنك نلت الجائزة الكبرى في هذه المرة ...ستيفان سلفاتور !... بالحديث عن الأحداث الدراماتيكية المفاجئة ... فعندما ظهرت عند الباب برفقته ظننت نفسي أهلوس ، كيف فعلتها ؟! "
" لم أفعل شيء ، هو الذي ظهر فجأة كالفارس المنقذ مثلما في الأفلام القديمة "
" مدافعاً عن شرفك " قالت بوني ، " ما الذي يمكن أن يكون أكثر إثارة من ذلك ؟ "
" بإمكاني التفكير في شيء أو شيئين " قالت ميريديث ، " لكن إلينا قد تغطي على ذلك أيضاً "
" سوف أخبركما عما حدث " قالت إلينا متحررة من العناق ومتخذة خطوة للوراء ، " لكن أولاً هل تذهبا معي إلى منزل فيكي ؟ أريد التحدث معها "
" بإمكانك أن تخبرينا بينما ترتدين ملابسك ، وبينما نحن نمشي ، وبينما تغسلين أسنانك " قالت بوني بحزم ، " وإن أسقطت أو أخفيت تفصيلاً صغيراً واحداً ، فسوف تواجهين محكمة التفتيش الإسبانية "
" هل رأيت " قالت ميريديث بمكر ، " شغل السيد تانر بدأ يحقق مفعوله ، فبوني الآن أدركت أن محاكم التفتيش الإسبانية ليست فرقة روك موسيقية "
ضحكت إلينا بحماسة شديدة بينما يصعدن الدرج .
***********************
بدت السيدة بينيت شاحبة ومتعبة ، لكنها دعتهم للداخل .
" فيكي ترتاح الآن ، أمر الطبيب بأن تبقى في الفراش " ، شرحت لهم بابتسامة مرتعشة قليلاً . إلينا ، بوني وميرديث انحشرن داخل مدخل البيت الضيق .
طرقت السيدة بينيت طرقة خفيفة على باب غرفة فيكي : " فيكي عزيزتي ، بعض صديقاتك من المدرسة جئن لرؤيتك " ، ثم أضافت قائلة لإلينا وهي تفتح الباب : " لا تمكثوا طويلاً " .
" لن نفعل " وعدتها إلينا ، ودخلت إلى غرفة رائعة مطلية باللونين الأزرق والأبيض ، بوني وميرديث كانتا خلفها ، كانت فيكي مستلقية على سريرها ومستندة فوق عدد من الوسائد ، يغطيها لحاف بلون ازرق فاتح يصل إلى ذقنها ، وبدا وجهها من فوق اللحاف أبيض مثل لون الورق ، وعيونها ذات الجفون السميكة تنظر أمامها مباشرة .
" هكذا بدت ليلة أمس " ، همست بوني
تحركت إلينا لتقف بجانب السرير ، ثم قالت بصوت ناعم : " فيكي " ، لكن فيكي بقيت تحدق أمامها ، ظنت إلينا أنها سمعت صوت تنفسها تغير قليلاً ، " فيكي هل تسمعينني ؟ أنا إلينا جليبرت " ، ثم نظرت بشك نحو بوني وميرديث .
" يبدو أنهم أعطوها مهدئ أو مسكن " ، قالت ميرديث
لكن السيدة بينيت لم تقل أنهم أعطوها أي مخدر ، عبست إلينا وقطبت حاجبيها ، ثم عادت مجدداً لتكلم فيكي الغير المستجيبة .
" فيكي هذه أنا ، إلينا ، أريد فقط التحدث معك عما جرى ليلة أمس ، أريدك أن تعلمي بأنني أصدقك " .
تجاهلت إلينا النظرة الحادة التي أعطتها إياها ميريديث ، واستمرت قائلة : " وأود سؤالك عن......"
" لا " ، صرخت فيكي صرخة حادة تثقب الآذان ، وجسدها الذي كان ساكناً مثل تمثال شمعي ، انفجر الآن بحركات عنيفة ، شعرها البني الفاتح يلتف ويتحرك بعنف عبر خديها بينما تهز رأسها للأمام والخلف ، ويديها تضربان الهواء الفارغ ، واستمر تصرخ : " لا ....لا "
" افعلوا شيئاً " صرخت بوني ، " سيدة بينيت ، سيدة بينيت "
إلينا وميريديث كانت تحاولان تثبيت فيكي فوق السرير ، وكانت هي تقاتلهما وتحاول الإفلات منهما ، واستمرت بالصراخ ، ثم فجأة كانت والدتها بجانبهما تحاول تثبيتها ، دافعة إياهما بعيداً .
" ماذا فعلتن لها ؟ " صرخت والدة فيكي
تعلقت فيكي بوالدتها وهدأت قليلاً ، لكن عينيها ذات الجفون السميكة نظرت نظرة خاطفة إلى إلينا من فوق كتف والدتها .
" أنت منهم ، أنت شريرة ! " ، صرخت بشكل هستيري في وجه إلينا ، ثم أضافت : " ابقي بعيدة عني "
صعقت إلينا بشدة ، " فيكي ! أتيت فقط لأسألك ..."
" أعتقد من الأفضل أن تغادروا ...اتركونا وشأننا " ، قالت السيدة بينيت وهي تحضن ابنتها محاولة حمايتها .
غادرت إلينا الغرفة تتبعها بوني وميرديث وهن في حالة صدمة وذهول ودون أن ينطقن كلمة واحدة .
" لا بد أنه تأثير المخدر " ، قالت بوني في اللحظة التي خرجن فيها من المنزل ، " لقد فقدت صوابها بالكامل "
" هل لاحظت يديها ؟ " ، قالت ميريديث لإلينا ، " عندما كنا نحاول تثبيتها ، أمسكت بإحدى يديها وكانت باردة كالجليد "
هزت إلينا رأسها بانذهال ، إنها لا تفهم أي شيء مما يجري ، لكنها لن تدع ذلك يفسد عليها يومها ، لن تدعه!
حاولت بيأس أن تبحث في عقلها عن شيء يمحو هذه التجربة التي مرت بها ويعوض عنها ، شيء يسمح لها بمواصلة حالة السعادة التي تعيش فيها .
" أعلم ما هو " ، ثم أضافت : " النزل "
" ماذا ؟ "
" طلبت من ستيفان أن يكلمني اليوم ، لكن لماذا لا نذهب نحن إلى النزل عوضاً عن ذلك ؟ إنه لا يبعد كثيراً عن هنا "
" فقط عشرون دقيقة من المشي " قالت بوني ، ثم أضافت بابتهاج : " على الأقل سنتمكن أخيراً من رؤية غرفته "
" في الحقيقة " ، قالت إلينا ، ثم أضافت : " كنت أفكر في أنكما الاثنتين ستنتظرانني بالأسفل ، سوف أصعد لرؤيته لبضعة دقائق فقط "
نظرا إليها نظرة دفاعية معترضة .
إنه أمر غريب تقريباً ، لكنها لا تريد أن تشارك ستيفان مع صديقاتها – ليس الآن على الأقل – لقد كان جديداً بالنسبة إليها بحيث تعتبره تقريباً سراً من أسرارها .
طرقتهن على الباب اللماع المصنوع من خشب البلوط أجيبت من قبل السيدة فلاور ، لقد كانت امرأة مجعدة الوجه ، صغيرة الحجم تبدو مثل قزم خرافي ، مع عينان سوداوان مشرقتان ومثيرتان للدهشة .
" لا بد أنك إلينا " ، قالت السيدة فلاور ، " لقد رأيتك أنت وستيفان تغادران ليلة أمس ، ولقد أخبرني عن اسمك عندما عاد "
" هل رأيتنا ؟ " ، قالت إلينا بدهشة ، " لكني لم أرك "
" لا ، لا ، لم تريني " ، قالت السيدة فلاور وضحكت بخفوت ! ثم أضافت : " يا لك من فتاة جميلة عزيزتي " .." فتاة جميلة جداً " ، ثم ربتت بخفة على خد إلينا .
" آه..شكراً لك " ، قالت إلينا بقلق وارتباك ، فهي لا تعجبها الطريقة التي تتفحصها بها تلك العيون التي مثل عيون الطير ، نظرت من وراء السيدة فلاور نحو الدرج ، ثم قالت : " هل ستيفان هنا ؟ "
" لا بد أن يكون هنا ، إلا إن كان طار من فوق السطح ! " ، قالت السيدة فلاور ثم ضحكت بخفوت مرة ثانية . وضحكت إلينا ضحكة مهذبة .
" سوف نبقى هنا في الأسفل مع السيدة فلاور " ، قالت ميريديث لإلينا ، بينما قلبت بوني عينيها مثل شخص معذب ، تحاول إخفاء ابتسامة عريضة .
أومأت إلينا برأسها ، ثم صعدت الدرج .
يا له من مكان قديم غريب ، فكرت إلينا مجدداً وهي تصل إلى السلم الثاني ، بدت الأصوات في الأسفل خافتة من هنا ، وبينما تخطو لأعلى أخذت درجات السلم تتلاشى تدريجياً حتى انتهت . ثم غلفها الصمت !
عندما وصلت إلى ذلك الباب المضاء بضوء خافت في الأعلى ، راودها شعور بأنها قد دخلت إلى عالم آخر !
طرقت باب الغرفة بجبن : " ستيفان ؟ " ، لم تسمع أي صوت من الداخل ، لكن فجأة فتح الباب
" يبدو أن الجميع شاحبين ومتعبين اليوم !! " هكذا فكرت إلينا ، وفي اللحظة التالية كانت بين ذراعيه.
أحاطتها ذراعاه المحكمتين بتشنج ، " إلينا . أوه إلينا ... "
ثم سحب نفسه بعيداً ، تماماً مثلما حدث في الليلة السابقة ، وشعرت إلينا بأن الهوة بينهما قد اتسعت ، وتلك النظرة الباردة المنضبطة و المقاومة بدأت تتجمع في عينيه !
" لا " ،قالت إلينا ، وهي بالكاد تعي أنها قالت ذلك بصوت عالٍ ، " لن أسمح لك " ، ثم جذبت فمه باتجاه فمها .
للحظة لم يكن هناك أي استجابة ، ثم بعد ذلك ارتعش ، واشتعلت القبلة أكثر فأكثر ، وتشابكت أصابعه في شعرها ، وشعرت إلينا بأن الكون من حولها أخذ ينكمش ويتقلص ، ولم يعد هناك وجود لأي شيء عدا ستيفان ..عدا ستيفان والشعور بيديه تطوقانها ونيران شفتيه تشعل شفتيها !
بعد عدة دقائق – أو ربما عدة قرون – انفصلا عن بعضهما وكلاهما يرتعش ، لكن نظراتهما لازالت متصلة ، ورأت في عينيه – بالرغم من هذا الضوء الخافت – أنهما كانت متسعتين للغاية ، وشريط رفيع من اللون الأخضر يحيط ببؤبؤتي عينيه الداكنتين ، وبدا منتشياً ومنبهراً ، وفمه – ذلك الفم – كان منتفخاً ومتورماً .
" أعتقد " ، قال ستيفان ، واستطاعت سماعه يحاول التحكم في نبرة صوته ، " من الأفضل أن نكون حذرين حين نفعل ذلك "
أومأت إلينا ، فهي الأخرى بدورها كانت منبهرة !
" ليس في العلن " ، فكرت إلينا ، " ليس وبوني وميرديث تنتظران في الأسفل ، وليست وهي وهو وحدهما تماماً ..إلا إذا ..."
" لكن بإمكانك فقط أن تحضنني "
كم هذا غريب ، بعد كل ذلك الشغف ، شعرت إلينا بأنها آمنة تماماً وشعرت بالسكينة تغمرها وهي بين ذراعيه .
" أحبك " ، همست له عبر صوف كنزته الخشن .
شعرت بارتعاشة تسري في جسده ، " إلينا " ، قال مجدداً ، وبصوت يائس تقريباً
رفعت رأسها : " ما الخطأ في ذلك ؟ وما الممكن أن يكون خطأ في ذلك ستيفان ؟ أولست تحبني ؟ "
" أنا ...." نظر إليها بعجز ...ثم فجأة سمعا صوت السيدة فلاور تنادي بصوت ضعيف من الأسفل .
" يا فتى ...يا فتى ...ستيفان ! " ، وبدا وكأنها تضرب الدرابزين بفردة حذائها .
تنهد ستيفان ، ثم قال : " من الأفضل أن أذهب لأرى مالذي تريده " ، وتراجع مبتعداً عنها ، وتعابير وجهه كانت غير قابلة للقراءة .
بقيت إلينا وحدها ، ثنت يديها حول صدرها ثم ارتجفت ، لقد كان الجو بارداً جداً هنا ، "يجب أن يكون هناك مدفأة في مكان ما " ، فكرت ، أجالت بصرها حول الغرفة ببطء ، ثم استقرت عيناها أخيراً على تلك التسريحة المصنوعة من خشب الماهوجني والتي قد تفحصتها ليلة أمس .
الصندوق !
ألقت نظرة سريعة نحو الباب المغلق ...إن عاد وأم***ا وهي....يجب عليها ألا تفعل ذلك ...لكنها كانت بالفعل قد توجهت نحو التسريحة .
أخذت تفكر في زوجة بلوبيرد وكيف أن الفضول كاد أن يتسبب في مقتلها ، لكن أصابعها كانت فوق الغطاء الحديدي للصندوق ، تسارعت نبضات قلبها ، ثم فتحت الغطاء .
لأول وهلة بدا الصندوق فارغاً تحت هذا الضوء الخافت ، ضحكت إلينا بعصبية ، ما الذي كانت تتوقعه ؟ رسائل حب من كارولين ؟ أو خنجر ملطخ بالدم ؟
لكن بعد ذلك رأت شريطاً رفيعاً من الحرير ، مطوي طية حول الأخرى وموضوع بشكل منظم ومرتب في إحدى زوايا الصندوق .
سحبته للخارج ، ثم مررته بين أصابعها ، لقد كان شريط شعرها المشمشي الذي فقدته في ثاني أيام المدرسة !
أوه ستيفان ..لسعت الدموع عيناها ، وتدفق الحب في صدرها كالفيضان ، وهي غير قادرة على كبحه ! منذ ذلك الوقت ؟ أنت تهتم بي منذ ذلك الوقت ؟ ..أوه ستيفان ..أنا أحبك
لا يهم إن لم تستطع أن تقلها لي .
لقد كان هناك صوت من خلف الباب ، طوت الشريط بسرعة وأعادته إلى الصندوق ، ثم استدارت ناحية الباب ، وطرفت بعينيها لتمنع دموعها من الانهمار .
لا يهم إن لم تستطع أن تقلها الآن ، أنا سأقولها عنا نحن الاثنين ، ويوما ما سوف تتعلم كيف تقولها !
-----------------
زوجة بلو بيرد اظنها شخصية من رواية بتحكي عن شخص مرعب اسمع بلوبيرد ..المهم بتزوج هاذي المراة وبكون اله من قبل زوجات ..وفي يوم من الايام بسافر وبيعطيها مفاتيح الغرف ..بس في غرفة معينة بيكون منبه عليها ما تدخلها ..لكن الفضول خلاها تفتح الغرفة ولقت فيها جثث زوجاته السابقات ..وفجاة رجع ولاقاها في الغرفة وحاول يقتلها ....
عدل سابقا من قبل Ayaamr في السبت مايو 14, 2011 12:18 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
مغروره بس معذوره .... عضو متميز
我的灵魂与你
عدد المساهمات : 5385 النقاط : 59377 تاريخ التسجيل : 13/11/2010 العمر : 32 الموقع : ღΞ moon ღΞ
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الجمعة مايو 06, 2011 9:33 pm | |
| شــــــــــــــــــــــــكرااااااااااااااا رااااااااااااائع جدااااااااااااااا | |
|
| |
ايزابيل عضو متميز
عدد المساهمات : 1871 النقاط : 54421 تاريخ التسجيل : 05/02/2011 العمر : 28 الموقع : بورسعيد
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الجمعة مايو 06, 2011 11:59 pm | |
| | |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل العاشر السبت مايو 14, 2011 12:18 pm | |
|
الفصل العاشر
السابع من أكتوبر – الساعة الثامنة صباحاً تقريباً
مذكرتي العزيزة :
أكتب لك الآن خلال حصة مادة حساب المثلثات ، وكلي أمل بألا تراني السيدة هالبيرن !
لم يكن لدي وقت لأكتب لك ليلة أمس ، مع أني أردت ذلك ، فقد كان يوم أمس يوماً مجنوناً ومشوشاً ، تماماً مثل ليلة حفلة العودة إلى الديار ، وأنا جالسة هنا في المدرسة هذا الصباح أشعر وكأن ما جرى خلال عطلة نهاية الأسبوع كان مجرد حلم ، الأشياء السيئة كانت سيئة للغاية ، أما الجيدة منها فكانت جيدة جداً ....جداً .
لن أقوم بإلقاء أي تهم جنائية ضد تايلور ، لقد أوقف من المدرسة وكذلك من فريق كرة القدم ، وكذلك ديك لكونه كان سكراناً أثناء الحفلة . -لا أحد يقول ذلك - لكني أعتقد بأن الكثير من الناس يرونه مسئولاً عما حدث لفيكي . شقيقة بوني رأت تايلور في العيادة يوم أمس ، وقالت بأن هناك علامات سوداء حول عينيه ووجهه كله بلون بنفسجي ، ولن أساعد نفسي بالقلق من الآن عما ممكن أن يحدث عندما يعود وهو وديك إلى المدرسة ، فلديهما الآن أكثر من سبب ليكرها ستيفان !
وهذا ما يجلبني إلى موضوع ستيفان ، فعندما استيقظت هذا الصباح كنت أفكر مذعورة ، ( ماذا لو أن كل ما حدث لم يكن صحيحاً ؟ أو أنه لم يحدث ؟ أو أنه قد غير رأيه ؟ " ، خالتي جوديث كانت قلقة أثناء الفطار فقد لاحظت بأني لا آكل مجدداً ، لكن عندما وصلت إلى المدرسة رأيته في الرواق بجانب المكتب ، ونظرنا فقط إلى بعضنا البعض ، ولقد عرفت ، فقبل أن يستدير مبتعداً ابتسم ابتسامة جانبية مع نوع من الامتعاض ، ولقد فهمت ذلك ، من الأفضل ألا نتقدم لملاقاة بعضنا في هذا الرواق العلني ، ليس إلا أن أردنا أن نعطي صدمة و بعض الإثارة للسكرتيرات اللاتي في المكتب !!
نحن بالتأكيد أصبحنا رفيقين ، الآن أنا بحاجة إلى طريقة لأشرح كل ما حدث لجان كلود ..ها ها ها .
لكن ما لا أفهمه ، لماذا لا يبدو ستيفان سعيداً بالأمر بقدر سعادتي ؟ عندما نكون معاً أشعر بما يشعر به ، وأعلم تماماً كم يرديني ويرغبني ، وكم يهتم بي ويرعاني ، هناك جوع يائس تقريباً بداخله أشعر به عندما يقبلني ، كما لو أنه يريد أن ينزع روحي من جسدي ، كما لو أن هناك ثقباً أسودا بداخلهً .
لا زال اليوم السابع من أكتوبر ، الساعة الآن الثانية مساء تقريباً
حسناً ، كان هناك استراحة قصيرة وذلك لأن السيدة هالبيرن أمس ك تني ، حتى أنها شرعت تقرأ ما كتبته بصوت عالٍ ، لكن بعد ذلك تجمع الضباب فوق عدسة نظارتها- و أعتقد أن ذلك بسبب تغير الموضوع - ثم توقفت ، لم يبد عليها التسلية ، لكنني سعيدة جداً بحيث لا أهتم بمثل هذه الأمور الثانوية كالرسوب في مادة حساب المثلثات !
أنا وستيفان تناولنا الغداء معاً - أو على الأقل ذهبنا أنا وإياه إلى إحدى الزوايا في الساحة وجلسنا هناك ومعي غذائي – حتى أنه لم يزعج نفسه بإحضار أي شيء لنفسه ، وبالطبع نظراً لتطور الأمور لم أستطع تناول طعامي . لا نتلامس كثيراً – لم نفعل ذلك – لكننا تحدثنا ونظرنا إلى بعضنا كثيراً ، أردت أن ألمسه أكثر من أي فتى قد عرفته من قبل ، وأعلم أنه يريد ذلك أيضاً ، لكنه كان يكبت نفسه ويكبحها عن ملامستي ، وهذا ما لا أفهمه ، لماذا يقاوم ذلك ، لماذا يكبح نفسه ؟
أمس وفي غرفته وجدت دليلاً قاطعاً يثبت أنه كان يراقبني منذ البداية ، تذكرين كيف أخبرتك أنني و بوني وميرديث ذهبنا إلى المقبرة في ثاني أيام المدرسة ؟ حسناً ، أمس في غرفة ستيفان وجدت شريط شعري المشمشي الذي كنت أرتديه ذلك اليوم ، أذكر أنه سقط من يدي عندما كنت أفر هاربة ، ومؤكد أنه التقطه واحتفظ به . لم أخبره بأنني أعلم بشأن الشريط ، لأنه من المؤكد يود أن يبقيه سراً ، لكن ذلك يظهر بأنه يهتم بي ، أليس كذلك ؟!
سأخبرك عن شخص آخر لا يبدو سعيداً أيضاً ، إنها كارولين ، فكما يبدو أنها كانت تلاحقه و تنتظره في غرفة التصوير في موعد الغداء يومياً ، وعندما لم يأت اليوم بحثت عنه ، وعندها وجدتنا معاً ، مسكين ستيفان ، كان قد نسيها تماماً ، وكان يبدو مصدوماً في اللحظة التي غادرت – ولعلي أضيف " بدت كأنها ظل أخضر مقرف وغير صحي " – لقد أخبرني كيف أنها رمت نفسها عليه في أول أسبوع في المدرسة ، لقد أخبرته بأنها لاحظت عليه بأنه لا يأكل أثناء فترة الغداء ، وهي أيضاً لأنها تتبع حمية ، فلماذا لا يذهبان إلى مكان هادئ ويسترخيان ؟ لم يقل أي كلمة سيئة عنها ( وأظن أن ذلك راجع إلى أخلاقياته ، فالرجل المهذب لا يفعل ذلك ) ، لكنه أكد بأنه لا يوجد أي شيء بينه وبينها ، أما بالنسبة لكارولين ، فأعتقد أن نسيان ذلك بالنسبة إليها أصعب وأسوأ مما لو رماها بالحجارة .
أتساءل لماذا ستيفان لا يتناول الغداء ، مع أن هذا شيء غريب بالنسبة للاعب كرة قدم .
آه ...أوه ...السيد تانر مشى من جانبي للتو ، لقد وضعت دفتري فوق المذكرة بعنف لكن في اللحظة المناسبة ، بوني كانت تضحك من خلف كتابها التاريخ ، يمكنني رؤية كتفيها يهتزان ، وستيفان الذي كان أمامي كان يبدو متوتراً ومشدوداً كما لو أنه سيثب من كرسيه في أية لحظة ، مات أعطاني نظرة معناها : ( أنت حمقاء ) ، وكارولين كانت غاضبة ، أما بالنسبة لي فقد كنت بريئة تماماً وكأن شيئاً لم يحدث أكتب وعيني لأعلى مركزتين على السيد تانر ، لذلك إن كان خطي أعوج قليلاً و فوضوي ، بالتأكيد ستفهمين لماذا .
في الشهر الأخير الذي مضى ، لم أكن أنا نفسي ، لم أستطع التفكير بصفاء ، ولم أستطع التركيز على أي شيء ما عدا ستيفان ، هناك الكثير من الأمور التي علي فعلها وكنت قد أهملتها ، بحيث تقريباً أصبحت خائفة ، فمن المفروض أني المسئولة عن عمل التصماميم والزينة الخاصة بجمعية ( الهانتد هاوس –البيت المسكون ) ، والتي لم أقم بأي منها بعد ، لم يتبقى سوى ثلاثة أسابيع ونصف لدي لكي أنهيها ،والآن كل ما أريده هو أن أكون مع ستيفان ! بإمكاني ببساطة الاستقالة ، لكن هذا يترك كل العبء على أكتاف بوني وميرديث ، ولا زالت كلمات مات تتردد في ذهني ) أنت تريدين كل شيء وكل شخص يدور حول عالم إلينا جليبريت ) ، وذلك عندما كنت طلبت منه أن يصحب ستيفان إلى الحفل الراقص .
هذا ليس صحيحاً ، أو على الأقل إن كان في السابق ، فأنا لن أجعله يتكرر في الحاضر ، أريد .....أوه ، هذا بالتأكيد سيبدو سخيفاً ، لكنني أود أن أكون مستحقة لستيفان وقيّمة بالنسبة إليه ، أعلم بأنه لا يمكنه ترك زملائه في الفريق فقط لكي يتلاءم ذلك مع خططه ، أريده أن يكون فخوراً بي .
أريده أن يحبني تماماً مثلما أحبه !
" أسرعي " ، نادت بوني عليها من أمام باب الصالة الرياضية ، وكان بجانبها السيد شيلبي بواب المدرسة يقف منتظراً .
ألقت إلينا نظرة أخيرة على الأشكال البشرية البعيدة التي كانت في ملعب كرة القدم ، ثم قطعت الأسفلت على مضض متجهة نحو بوني .
" كنت فقط أريد أن أخبر ستيفان أين سأذهب " قالت ، فبعد أسبوع من مرافقتها لستيفان لا زالت تشعر برعشة من الإثارة لمجرد نطقها لاسمه . لقد جاء إلى منزلها كل ليلة من ليالي ذلك الأسبوع ، كان يظهر على الباب في وقت غروب الشمس ، يديه في جيوبه ، يرتدي سترته رافعاً ياقتها لأعلى ، كانا يتمشيان عادةً عند الغسق ، أو يجلسان على الشرفة ، يتحدثان . مع أنه لم يتم الحديث عن هذا الأمر ، لكن إلينا عرفت بأن هذه هي طريقة ستيفان لكي يتأكد بأنهما لن يكونا وحدهما في مكان منعزل ، منذ ليلة الحفلة الراقصة وهو يحاول بألا يكون معها لوحده ، ( يحمي شرفها ! ) فكرت إلينا بسخرية ...وبألم أيضاً ، لأنها كانت تعلم في سرها بأن الأمر أكبر من ذلك !
" بإمكانه العيش بدونك لليلة واحدة ! " ، قالت بوني بقسوة ، " إن ذهبت إليه لتحدثيه ، فإنك لن تعودي أبداً ، وأنا أود العودة للبيت مبكراً للحصول على شيء من العشاء !"
" مرحباً سيد شيلبي " ، قالت إلينا للبواب ، الذي كان لا يزال منتظراً بصبر ، وتفاجأت بأنه قد غمز لها بإحدى عينيه !
" أين ميريديث ؟ " ، أضافت
" هنا " ، قال صوت من خلفها ، وظهرت ميريديث تحمل صندوقاً من الكرتون يحوي مجموعة من الملفات والنوتات ، " لقد حصلت على هذه المواد من خزانتك " .
" هل هذا كل شيء ؟ " سأل السيد شيلبي ، " حسناً ، الآن يا بنات اتركن الباب مغلقاً بالقفل ، هل سمعتن ؟ بحيث لا يستطيع أحد الدخول "
كانت بوني على وشك الدخول ، ثم توقفت : " هل أنت متأكد من أنه لا يوجد أحد فعلاً بالداخل ؟ " ، قالت بحذر . دفعتها إلينا من بين كتفيها ، " أسرعي " ، قالت مقلدة نبرة بوني بطريقة فظة ، " أود العودة للبيت مبكرا لكي أتناول العشاء ! "
" لا يوجد أحد بالداخل " ، قال السيد شيلبي وشفتيه تهتزان من تحت شاربه ، " نادينني إن احتجتن إلى شيء ..سأكون بالجوار "
أغلق الباب وراءهم بعنف ، مصدراً صوتاً غريباً .
" إلى العمل " ، قالت ميريديث باستسلام ، ثم وضعت الصندوق على الأرض .
أومأت إلينا ، ثم حركت رأسها ناقلة بصرها لأعلى ولأسفل الغرفة الكبيرة الفارغة . في كل عام كان مجلس الطلبة يقيم حملة تبرعات من أجل الهانتد هاوس ، وإلينا كانت المسئولة عن اللجنة الخاصة بالديكور والزينة في السنتين الماضيتين ، مع بوني وميريديث أيضاً ، لكن كان الأمر مختلفاً بأن تكون هي الرئيس ، فأن أي قرار تتخذه سوف يؤثر في كل شخص ، حتى أنها ليس بإمكانها الوثوق أو الاعتماد على ما تم إنجازه في السنتين الماضيتين .
كان الهانتد هاوس يعقد غالباً في أحد مستودعات بيع الخشب ، لكن مع تصاعد الاضطراب في البلدة ، قرروا بأن الصالة الرياضية في المدرسة أكثر أمناً . لكن بالنسبة لإلينا يعني ذلك إعادة التفكير في الديكور الداخلي والتصاميم من جديد ، ولم يتبق سوى أقل من ثلاثة أسابيع حتى عيد الهالووين .
" المكان يبدو مخيفاً نوعاً ما ويثير الأعصاب " ، قالت ميريديث بهدوء ، ( كان هناك أمر مزعج حول البقاء في غرفة كبيرة مغلقة ) ، فكرت إلينا ، ووجدت نفسها تخفض صوتها .
" دعينا نقيسها أولاً " ، تحركن عبر الغرفة ، و أصوات خطواتهن محدثة صدى .
" حسناً " ، قالت إلينا عندما انتهين ، " هيا نعود للعمل " ، حاولت أن تتخلص من مشاعر القلق والاضطراب ، محدثة نفسها بأن هذا أمر سخيف بأن تشعر بالاضطراب هنا في صالة المدرسة الرياضية ، وبوني وميريديث بجانبها ، وفريق كرة القدم بأكمله يتدرب في الملعب ولا يبعد أكثر من 200 ياردة .
جلست الثلاثة على المدرجات ، والأقلام والنوتات بأيديهن ، إلينا وميريديث تبادلتا الآراء حول الرسومات والتخطيطات الخاصة بتصاميم السنوات السابقة ، بينما بوني كانت تعض على قلمها وتحدق حولها وهي متعمقة في التفكير .
" حسناً ، هنا مكان الصالة " ، قالت ميريديث راسمة مخططاً سريعاً على دفترها ، " وهنا المكان الذي سوف يدخل منه الناس ، الآن بإمكاننا الحصول على الجثة الدموية في النهاية ....على فكرة ..من سيمثل دور الجثة الدموية هذا العام ؟ "
" المدرب ليمان على ما أعتقد ، لقد أدى الدور بشكل جيد في السنة الماضية ، ويعرف كيف يبقي لاعبي الفريق تحت السيطرة " ، أشارت إلينا إلى الرسم المخطط ، " حسناً ، سوف نقسم هذا الجزء ونجعله مثل غرف التعذيب في القرون الوسطى ، ثم سيخرجون مباشرة من هناك إلى غرفة الأموات الأحياء ......"
" أعتقد بأننا يجب أن نضع بعض الدرويدس " ، قالت بوني فجأة .
" نضع ماذا ؟ " ، قالت إلينا ، وعندما بدأت بوني تصرخ " درو - ـيدس " ، لوحت إلينا بيدها لتسكتها ، " حسناً ، حسناً ..أنا أذكرهم ، لكن لماذا ؟ "
" لأنهم هم أول من اخترع عيد الهالووين حقيقةً ، لقد بدأ عندهم كأنه أحد أيامهم المقدسة ، كانوا يشعلون النيران ويلقون بالأوجه المنحوتة على نبات اللفت فيها وذلك لكي يبقوا الأرواح الشريرة بعيداً ، كانوا يؤمنون بأنه اليوم الذي يكون فيه الخط الفاصل بين الأموات والأحياء رقيقاً جداً ، ولقد كانوا مخيفين إلينا ، كانوا يقدمون قرابين بشرية ! ..بإمكاننا أن نضحي بالمدرب ليمان "
" في الحقيقة ، هذه ليست فكرة سيئة " ، قالت ميريديث ، " الجثة الدموية ممكن أن تكون هي القربان ، كما تعلمن ، على مذبح حجري ، مع سكين وبركة دم تحيط بها ، وعندما يقتربون منه ، فإنه ينهض فجأة "
" ويمنحك سكتة قلبية !!" ، قالت إلينا ، لكنها يجب أن تعترف بأنها فكرة جيدة ، مخيفة بلا ريب ، إنها تجعلها تشعر بالغثيان بمجرد التفكير فيها ، كل هذا الدم .....لكنه سيكون دم مزيف في الحقيقة عبارة عن شراب الكارو .
بوني وميريديث سكنتا أيضاً !
من غرفة الأولاد التي بجانبهم ، بإمكانهم سماع صوت المياه تجري ، والخزانات تقفل ، وفوق كل هذا أصوات تصرخ بغير وضوح .
" انتهى التمرين " ، غمغمت بوني ، " لا بد أنها أظلمت في الخارج "
" نعم ، وبطلنا لا بد أنه يغتسل الآن " ، قالت ميريديث ، رفعت حاجبها ونظرت لإلينا : " هل تريدين اختلاس نظرة ؟ "
" أتمنى ذلك " ، قالت إلينا نصف مازحة .... بطريقة ما وبشكل غامض ، شعرت بأن جو الغرفة أصبح كئيباً ، وبأن الهواء قد سحب منه ، بمجرد أن تمنت أن ترى ستيفان ..أن تكون معه .
" هل سمعت أي شيء آخر عن فيكي بينيت ؟ " ، سألت فجأة .
" حسنا " ، قالت بوني ، " سمعت أن والديها أحضروا لها طبيب نفساني "
" طبيب نفسي ؟ لماذا ؟ "
" حسناً .....أعتقد بأنهم يظنون بأن تلك الأشياء التي أخبرتنا بها هي نوع من الهلوسة أو ربما شيء آخر ، ولقد سمعت بأن كوابيسها سيئة للغاية "
" أوه " قالت إلينا ، الصوت القادم من غرفة الأولاد تلاشى ، وسمعوا صوت أحد الأبواب الخارجية يغلق . ( هلوسة ) فكرت إلينا ، هلوسة وكوابيس ، لسبب ما تذكرت فجأة تلك الليلة في المقبرة ، عندما جعلتهن بوني يهربن من شيء لم يستطعن رؤيته .
" من الأفضل أن نعود للعمل " ، قالت ميريديث ، أخرجت إلينا نفسها من أحلام يقظتها ، وأومأت موافقة .
" بإمكاننا .....بإمكاننا أن نصمم مكان على شكل مقبرة " ، قالت بوني بتردد .... كأنما كانت تقرأ أفكار إلينا ، " أقصد في الهانتد هاوس " .
" لا " ، قالت إلينا بحدة ، " سنكتفي فقط بما لدينا " ، أضافت بصوت أكثر هدوءاً ، ثم عادت مجدداً لتعمل على نوتتها .
مرة أخرى لم يكن هناك صوت سوى أصوات الأقلام وحفيف الأوراق .
" جيد " ، قالت إلينا أخيراً ، " الآن نحن بحاجة لقياس مساحة كل جزء من الأجزاء المختلفة ، سيضطر أحد ما للدخول من خلف المدرجات .........ماذا الآن ؟ "
أضواء الصالة كانت تومض وأصبح ضوؤها ضعيفاً .
" أوه ..لا " ، قالت ميريديث بسخط ، ومضت الأضواء مرة أخرى ، انطفأت ، ثم عادت خافتة مرة أخرى .
" لا أستطيع قراءة أي شيء " ، قالت إلينا ، وهي تحدق فيما بدا الآن وكأنه قطعة ورقة بيضاء . نظرت لأعلى نحو بوني وميريديث ورأت نقطتين بيضاوين على شكل وجوه .
" يبدو أن هناك عطل ما في المولد الكهربائي الخاص بالطوارئ " ، قالت ميريديث ، " سوف أنادي السيد شيلبي " .
" أليس بإمكاننا أن ننهي ذلك غداً " ، قالت بوني بكآبة وتذمر .
" غداً السبت " ، قالت إلينا ، " وكان من المفروض أن ننهي هذا العمل الأسبوع الفائت "
" سوف أذهب لأنادي شيلبي " ، قالت ميريديث مجدداً ، " هيا بوني سوف تذهبين معي "
بدأت إلينا بالقول : " سوف نذهب جميعاً ......." ، لكن ميريديث قاطعتها ، " إن ذهبنا جميعاً ولم نجده ، فلن نستطيع العودة للداخل مرة أخرى ، ..هيا بوني نحن سنتحرك فقط في داخل المدرسة ! "
" لكن المكان مظلم في الخارج " .
" الظلام في كل مكان ، نحن في الليل ...هيا ، بوجودنا نحن الاثنتين معاً سنكون بأمان " ، وجرت بوني المعارضة نحو الباب ، " إلينا لا تدعي أحد يدخل " .
" لست مضطرة لتذكيري ! " ، قالت إلينا ، تركتهما تذهبان ، وشاهدتهما تخطوان بضعة خطوات خارج القاعة .
في اللحظة التي اختفتا فيها في العتمة عادت إلى الداخل وأغلقت الباب .
حسناً ، ( لقد كانت هذه حالة صعبة ) ، كما اعتادت أمها أن تقول . تحركت إلينا نحو صندوق الكرتون الذي أحضرته ميريديث وأخذت تكدس الملفات والنوتات وتعيدها في الصندوق مرة أخرى ، في هذا الضوء الخافت لا تستطيع رؤيتها بوضوح ، لم يكن هناك أي صوت سوى صوت تنفسها ، والصوت الذي تحدثه جراء ترتيب الملفات ، لقد كانت وحيدة في هذه الغرفة الكبيرة ذات الضوء الخافت .........
هناك شخص ما يراقبها !!
لا تعرف كيف عرفت ذلك ، لكنها متأكدة منه ، شخص ما كان خلفها في هذه القاعة المعتمة يراقبها ...عيون في الظلام ..كما قال الرجل العجوز ..وكما قالت فيكي أيضاً ..والآن كان هناك عيون مسلطة عليها .
استدارت بسرعة لتواجه الغرفة ، شدت عينيها وحدقت بقوة لترى إن كانت تستطيع رؤية شيء من خلال هذه الظلال ، وحاولت ألا تتنفس ، لقد كانت مرعوبة من أنها لو أحدثت أي صوت فإن ذلك الشيء سوف يهجم عليها ، لكنها لم تر شيئاً ، ولم تسمع شيئاً !
المدرجات كانت معتمة ، و الأشكال المخيفة تمتد وتتوسع في الفراغ ، وفي آخر الغرفة كان هناك ما يبدو وكأنه ببساطة عبارة عن ضباب رمادي ، ( سديم الليل ) فكرت إلينا ، شعرت بأن كل عضلة من عضلاتها تشنجت وهي تحاول تركيز سمعها بيأس .
أوه يا إلهي ، هل كان هذا صوت همس ناعم ؟ ...لا بد أنها مخيلتها ....رجاء فلتكن هذه مخيلتها ..!!
فجأة ، صفى ذهنها ، يجب عليها الخروج من هذا المكان الآن ، هناك خطر حقيقي يحدق بها هنا ، هذه ليست فقط مخيلتها ، يوجد شيء ما هنا ، شيء شرير ، شيء يريدها ، وهي كانت لوحدها تماماً !
شيء ما تحرك في الظلام ..
تجمدت الصرخة في حلقها ، وعضلاتها كلها تجمدت ، بقيت ساكنة تماماً من شدة الخوف ، وبسبب قوة أخرى مجهولة .
شاهدت بعجز ذلك الشكل يتحرك في الظلال ويتجه نحوها ، في الواقع يبدو وكأن العتمة نفسها قد دبت فيها الحياة ، وتجمعت ، متخذة شكلاً بشرياً ..شكل شاب !
" آسف إن كنت قد أخفتك "
كان الصوت لطيفاً وجذاباً مع لكنة خفيفة لم تستطع تمييزها ، ولا يبدو أبداً أنه متأسف !
لقد كان الارتياح مفاجئاً وكاملاً بحيث كان مؤلماً في نفس الوقت ، ارتخت عضلاتها وسقطت فجأة.. وسمعت صوت تنفسها يخرج بتنهيدة .
لقد كان مجرد فتى ، تلميذ سابق ، أو مساعد للسيد شيلبي ، شاب عادي ، والذي كان يبتسم بخفة ، كما لو أنه مستمتعاً بجعلها تكاد تفقد صوابها من الخوف.
حسناً ...ليس شاب عادي تماماً ، فقد كان وسيماً بشكل ملحوظ ، وجهه كان شاحباً في هذا الضوء الخافت الذي يبدو مثل الشفق ، لكنها لاحظت بأن ملامحه محددة بدقة وحسنة الشكل ...وكاملة تقريباً .. يعلوها كتلة من الشعر الداكن ، عظام وجنتيه تبدو كأنها من صنع نحات ماهر ، وكان تقريباً غير مرئي لأنه كان يرتدي الأسود : حذاء أسود ، جينز أسود .. كنزة سوداء ...وسترة جلدية .
كان لا يزال يبتسم بخفة ، الارتياح الذي شعرت به إلينا بدأ يتحول إلى غضب .
" كيف دخلت إلى هنا ؟ " ، سألته ، " وماذا تفعل هنا ؟ فليس من المفروض أن يتواجد شخص آخر في الصالة " . " دخلت من الباب " ، قال ..صوته كان ناعماً ومهذباً ، ولا تزال تسمع نبرة التسلية فيه ، وقد وجدت ذلك مقلقاً .
" جميع الأبواب مقفلة " ، قالت بشكل قاطع وبنبرة اتهام
رفع حاجبيه ثم ابتسم ، " هل هي فعلاً كذلك ؟ "
شعرت إلينا برعشة أخرى من الخوف ، وتصلبت الشعيرات الصغيرة خلف عنقها ، " لقد كانت من المفروض أن تكون كذلك " ، قالت بأبرد صوت بإمكانها استخدامه !
" أنت غاضبة " ، قال بصوت هادئ وخطير ، " لقد قلت بأنني آسف لأني أخفتك "
" لم أكن خائفة ! " زمجرت بحدة ، ..بطريقة ما شعرت بأنها حمقاء وهي تقف أمامه ، كأنها طفل يتم مسايرته من قبل شخص أكبر منه سناً وأكثر ذكاء ، وذلك جعلها تغضب أكثر ، " لقد كنت فقط مندهشة وجفلت قليلاً " ، استمرت قائلة ، " لكن الشيء المستغرب هو ..لماذا أنت مختبئ هكذا في الظلام "
" أمور مثيرة تحدث في الظلام ....أحياناً " ، كان لا يزال يضحك عليها ، بإمكانها رؤية ذلك في عينيه ، تقدم خطوة للأمام مقترباً منها ، واستطاعت رؤية عينيه اللتان كانتا غير عاديتين ، لونهما أسود تقريباً ، لكن مع أضواء غريبة تتلألأ بداخلهما ، كما لو أنه بإمكانك أن تنظر لعينيه بشكل أعمق وأعمق حتى تسقط بداخلهما ، وتستمر في السقوط إلى الأبد .
أدركت أنها كانت تحدق فيه ، لماذا لا تعود الأضواء ؟ إنها تريد الخروج من هنا ، ابتعدت عنه ، واضعة حافة أحد المدرجات بينها وبينه ، وكدست باقي الملفات في الصندوق ، إنها تريد أن تنسى ما تبقى من العمل لهذه الليلة ، ما تريد الآن هو الخروج من هنا .
لكن استمرار الصمت جعلها متوترة ومضطربة ، كان فقط واقفاً هناك ، لا يتحرك ، يراقبها ، لماذا لا يقول شيئاً ؟
" هل أتيت لتبحث عن أحد ما ؟ " ، لقد كانت منزعجة من نفسها لأنها من بدأ الكلام .
كان لا يزال يحدق بها ، عيونه الداكنة مركزة عليها بطريقة جعلتها غير مرتاحة أبداً وأكثر توتراً ، ازدردت ريقها !
وعيونه مسلطة على شفتيها ، غمغم : " أوه ..نعم ! "
" ماذا ؟ " ، لقد نسيت ما سألته ، توهج خديها وحلقها ، واشتعلا بالدماء ، وشعرت بخفة في رأسها ..لو يتوقف فقط عن النظر إليها ....
" نعم أتيت إلى هنا بحثاً عن شخص ما " ، أعاد كلامه بدون أن يرفع صوته ، ثم وبخطوة واحدة تحرك نحوها ، بحيث أصبحا مفصولين فقط بزاوية أحد مقاعد المدرج .
لم تستطع إلينا التنفس ، لقد كان يقف قريباً جداً منها ، قريب كفاية بحيث يمكنها لمسه ، استطاعت أن تشم رائحة خفيفة من الكولونيا ورائحة جلد سترته ، عينيه لا تزال مثبتة عليها ...لم تستطع إشاحة بصرها بعيداً عنهما ، لم يكونا يشبهان أي عينين رأتهما من قبل ، سوداء مثل سواد منتصف الليل ، وبؤبؤتيه تبرقان مثل عيون القطة ، لقد غطتا مجال رؤيتها بينما هو يميل باتجاهها ، محنياً رأسه تجاه رأسها ، لقد شعرت بأن عينيها نصف مغمضتين ، وفقدت تركيزها ، لقد شعرت بأن رأسها يميل للوراء ، وشفتيها تفترقان !
لا ! أزاحت رأسها جانباً في اللحظة المناسبة ، لقد شعرت كأنها قد سحبت نفسها بعيداً عن حافة جرف ..ما الذي أفعله ؟ فكرت بصدمة ، كنت على وشك تركه يقبلني ، شخص غريب تماماً ، لم ألقاه سوى منذ بضع دقائق .
لكن ذلك لم يكن أسوأ الأمور ، ففي هذه الدقائق الماضية حدث شيء لا يصدق ، في هذه الدقائق القليلة ..قد نسيت ستيفان !
لكن الآن صورته ملأت ذهنها ، والشوق إليه كان مثل ألم جسدي ، إنها تريد ستيفان ، تريد ذراعيه حولها ، تريد أن تكون بأمان معه .
ازدردت ريقها ، وتوسعت خياشيمها بينما هي تتنفس الهواء بصعوبة ، لقد حاولت أن تبقي صوتها ثابتاً ومفخماً : " أنا سأغادر الآن " ، قالت ، " إن كنت تبحث عن شخص ما فالأفضل أن تبحث في مكان آخر " .
كان ينظر إليها بغرابة ، مع تعبير لم تستطع فهمه ، لقد كان مزيجاً من الانزعاج والاحترام – الذي على مضض - ...........وشيء آخر ، شيء حار ووحشي أخافها بطرق مختلفة !
انتظر حتى أصبحت يدها على أكره الباب ليجيبها ، وصوته كان ناعماً لكن جدي وخطير بدون أي أثر لنبرة التسلية ، " ربما أكون قد وجدتها بالفعل ...........إلينا "
عندما استدارت ، لم تر أي شيء في الظلام !
| |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل الحادى عشر الثلاثاء مايو 17, 2011 7:18 am | |
|
الفصل الحادي عشر
( كاملاً )
تعثرت إلينا وهي تسير تحت ضوء الممر الخافت ، محاولة أن تتصور ما الذي يحيط بها ، فجأة أضيئت الأنوار من جديد ووجدت نفسها محاطة بصفوف خزانات الطلاب المألوفة ، لقد كان ارتياحها عظيماً حتى أنها تقريباً صرخت ، لم تكن تتصور يومأً أنها ستكون سعيدة للغاية فقط لمجرد رؤية الأضواء . وقفت دقيقة تنظر إلى ما حولها بامتنان .
" إلينا ! ما الذي تفعلينه هنا في الخارج ؟ ! "
لقد كانتا بوني وميرديث ، تسرعان عبر الرواق نحوها .
" أين كنتما ؟ " ، قالت إلينا بعنف .
كشرت ميريديث : " لم نجد شيلبي ، وعندما وجدناه أخيراً كان نائماً ...أنا أتكلم بجد ! " ، أضافت بعدما رأت نظرة إلينا المشككة . " لقد كان نائماً ، لكننا لم نستطع جعله يستيقظ ، حتى أضيئت الأنوار مجدداً عندها فتح عينيه ، ثم عدنا إليك ، لكن ماذا تفعلين هنا ؟ "
ترددت إلينا : " لقد تعبت من الانتظار " ، حاولت أن تجعل صوتها لا مبالياً و مرحاَ قدر ما استطاعت ، " أعتقد أننا أنجزنا ما يكفي من العمل ليوم واحد ، على أي حال ! "
" الآن تقولين ذلك !! " ، قالت بوني
لم تقل ميرديث أي كلمة ، لكنها نظرت نظرة حادة وفاحصة نحو إلينا ، شعرت إلينا بشعور غير مريح خوفاً من تلك العينين الداكنتين اللتين قد تسبران أغوارها .
طوال عطلة نهاية الأسبوع والأسبوع الذي يليه كانت إلينا تعمل على خطط من أجل الهانتد هاوس ( عيد الهالووين ) . لم يكن هناك وقت كافٍ لتكون برفقة ستيفن ، وذلك كان أمراً محبطاً ، ولكن ما يحبط أكثر كان ستيفن نفسه ! بإمكانها الشعور بشغفه وشوقه نحوها ، لكنها تشعر أيضاً بأنه يحارب شعوره ذاك ، فلازال يرفض كلياً البقاء معها بمفرده ، وبطرق عدة لايزال يعتبر لها سراً غامضاً تماماً كما كان بالنسبة لها عندما رأته أول مرة .
لم يتحدث أبداً عن عائلته ، أو حياته السابقة قبل أن يأتي إلى فولز تشيرش ، وإذا سألته أي سؤال فإنه يتجنب الإجابة عليه بشكل مباشر ، في إحدى المرات سألته إن كان يفتقد إيطاليا ، ويأسف لمجيئه إلى هنا ؟ ..للحظة برقت عيناه ، كأنهما أوراق شجر بلوط انعكست فوق سطح جدول ماء جارٍ ، " كيف يمكنني أن آسَف وأنت هنا معي ؟ " ، أجابها ثم قبلها بطريقة أخرجت كل الأسئلة والشكوك من عقلها . في تلك اللحظة ، عرفت إلينا معنى السعادة الكاملة ، وقد شعرت بسعادته هو أيضاً ، عندما سحب نفسه عنها ، كان وجهه مشرقاً وكأن الشمس تشرق من خلاله ! " أوه ، إلينا " ، همس لها .
هذا كان مثالاً للأوقات الجيدة التي قضتها برفقته . لكن قبلاته لها أخذت تقل شيئاً فشيئاً ، حتى أصبحت تشعر الآن بأن المسافة بينهما آخذة بالاتساع .
************
تلك الجمعة قررت هي بوني وميريديث البقاء والنوم في منزل آل ماكلاو ، لقد كان الجو غائماً والمطر يهدد بالنزول في أي لحظة ، بينما هي وميريديث تسيران نحو منزل بوني ، لقد كان الجو بارداً على غير العادة في منتصف أكتوبر ، والأشجار المصطفة على جانبي الشارع الهادئ أخذت حصتها أيضاً من الرياح الباردة ، أشجار القيقب كانت تشتعل بلون قرمزي ، بينما أجار الجنكة الصينية تشع بلون أصفر .
حيتهما بوني من أمام الباب قائلة : " لا يوجد أحد هنا ، المنزل لنا وحدنا إلى ما بعد ظهيرة يوم غد ، موعد عودة أفراد عائلتي من يسبورغ " ، أشارت لهما بالدخول ، محاولة إمساك الكلب السمين يانغتس ومنعه من الخروج : " لا يانغتس ، ابقى في الداخل ..يانغتس ، لا ..لا تفعل ! " لكن ذلك كان متأخراً ، فيانغتس قد أفلت واندفع بسرعة عبر فناء المنزل الأمامي ، صاعداً شجرة البتولا.. وأخذ ينبح بحدة باتجاه شيء ما بين الأغصان .
" أوه .. ما الذي يلاحقه الآن ؟! " ، قالت بوني واضعة يديها فوق أذنيها .
" يبدو كأنه غراب " ، قالت ميريديث . تصلبت إلينا ! ..ثم تقدمت باتجاه الشجرة ، ونظرت لأعلى نحو الأوراق الذهبية ، ولقد كان هناك ! نفس الغراب الذي رأته مرتين من قبل ، أو ربما ثلاثة ، وتذكرت الشكل الداكن الذي كان يطير فوق أشجار البلوط في المقبرة . بينما هي تنظر إليه ، شعرت بأن معدتها انقبضت من الخوف ، ويداها تجمدتا ، لقد كان يحدق بها مجدداً بعينيه الداكنتين اللامعتين ، بل إن نظرته بدت مثل نظرات شخص بشري تقريباً ، تلك العينين ...أين يا ترى رأت مثلهما من قبل ؟!
فجأة قفزت الفتيات الثلاث إلى الخلف عندما أصدر الغراب صون نعيق حاد ضارباً جناحيه في الهواء ، وبارزاً فجأة من بين الأغصان باتجاههن ، لكن في اللحظة الأخيرة وبدلاً من أن يهاجمهن انقض على الكلب الصغير الذي كان ينبح بشكل هستيري ، اقترب كثيراً من الكلب حتى حافة أنيابه ، ثم تراجع محلقاً أعلى المنزل باتجاه أشجار الجوز التي في الخلف .
تجمدت الفتيات مكانهن في ذهول ، ثم نظرت بوني وميريديث إلى بعضهما البعض ، ثم كسرتا حدة التوتر بضحكة عصبية .
" للحظة ظننته متجهاً نحونا " ، قالت بوني ، ثم توجهت نحو الكلب الغاضب – والذي لايزال ينبح – ثم جرته إلى داخل المنزل .
" وأنا أيضاً ظننت ذلك " ، قالت إلينا بهدوء ، ثم تبعتهما للداخل لكنها لم تشاركهما الضحك .
في اللحظة التي وضعت إلينا وميريديث أشياءهما جانباً ، عادت الأجواء إلى طبيعتها المألوفة . كان من الصعب على إلينا الحفاظ على جلستها المتوترة في غرفة المعيشة الفوضوية ، والنيران تشتعل في المدفأة ، وكوب من الكاكاو الساخن في يدها . لاحقاً أخذت الفتيات يناقشن الخطط النهائية المتعلقة بالهانتد هاوس .... وحينها شعرت إلينا بالاسترخاء .
" نحن في وضع جيد " ، قالت ميريديث أخيراً ، " بالطبع ، لقد أمضينا معظم الوقت نقرر كيف ستكون أزياء الآخرين ، ولم نجد الوقت لنصمم أزياءنا ! "
" زيي سهل " ، قالت بوني ، " سوف أكون كاهنة درويد ، وما أحتاجه فقط إكليل من أوراق شجر البلوط فوق شعري ، وبعض الأرواب البيضاء اللون ، أنا وماري بإمكاننا خياطته في ليلة "
" أعتقد أني سوف أكون ساحرة " ، قالت ميريديث ويبدو عليها الانهماك في التفكير ، " ما أحتاجه فقط ثوب أسود طويل ، ماذا عنك إلينا ؟ "
ابتسمت إلينا ثم قالت ، " حسناً ، كان من المفروض أن يكون سراً ، لكن ....خالتي جوديت سمحت لي بالذهاب للخياطة . لقد وجدت صورة لثوب من عصر النهضة في أحد الكتب التي استخدمتها لعمل تقريري الشفهي ، سأقوم بعمل نسخة عنه ، إنه مصنوع من الحرير الفينيسي ، لونه أزرق جليدي ، ورائع للغاية " .
" يبدو رائعاً " ، قالت بوني ، " ومكلفاً ! "
" أنا أستخدم مالي الخاص الذي تركه لي والديّ كوديعة . فقط أتمنى أن يعجب ستيفن ، إنه مفاجئة له ، و.....حسناً ، أتمنى فقط أن يعجبه "
" ماذا سيرتدي ستيفن ؟ هل يساعدك في الهانتد هاوس ؟ " ، سألت بوني بفضول . " لا أعلم " ، قالت إلينا بعد برهة ، " لا يبدو أنه متحمس فيما يتعلق بعيد الهالووين بشكل عام "
" من الصعب رؤيته ملفوفاًً بأوراق ممزقة والدم المزيف يغطيه مثل باقي الشبان " ، وافقتها ميريديث : " إنه يبدو ...حسناً ، مهيباً للغاية وأكثر إجلالاً من أن يفعل ذلك ! " .
" أعلم " ، قالت بوني ، " أعلم بالضبط ماذا يمكن أن يكون ، فلن يحتاج للتنكر أو يصعب عليه تقمص ذلك ، انظروا ..إنه أجنبي ، شاحب نوعاً ما ، ولديه تلك النظرة المكتئبة المتأملة ..الرائعة ، ضعوه في الشكل الصحيح ، وسوف تحصلون الكونت دراكولا ! "
ابتسمت إلينا رغماً عنها ثم قالت : " حسناً ، سوف أسأله " .
" بالحديث عن ستيفن " ، قالت ميريديث وعيونها الداكنة مسلطة على إلينا ، " كيف تسير الأمور بينكما ؟ "
تنهدت إلينا ، ونظرت بعيداً نحو النيران المشتعلة ، " أنا.....لست متأكدة " ، قالت أخيراً ببطء ، " هنالك أوقات يكون كل شيء فيها رائع ، وهناك أوقات أخرى حيث ...."
تبادلت بوني وميرديث نظرة ، ثم تكلمت ميريديث بلطف : " أوقات أخرى حيث ماذا ؟ "
ترددت إلينا ، مفكرة ، ثم قررت أخيراً : " انتظرا لحظة " ، قالت ثم قامت وصعدت الدرج بسرعة ، ثم عادت وفي يدها كتاب صغير أزرق مخملي .
" لقد كتبت عن ذلك ليلة أمس عندما لم أستطع النوم " ، " ما كتبته يعبر بشكل أفضل عما أريد قوله " ، وجدت الصفحة ، ثم أخذت نفساً عميقاً وبدأت :
" السابع عشر من أكتوبر مذكرتي العزيزة :
أشعر بشعور سيء الليلة ، وأود أن أشاركه مع أحد ما . هناك شيء خاطئ وغير طبيعي يحدث معي ومع ستيفن ، هنالك حزن رهيب بداخله لا أستطيع الوصول إليه ، وهو أيضاً يفصلنا عن بعضنا ..ولا أعرف ماذا أفعل .
لا أستطيع تحمل فكرة فقدانه ، لكنه يبدو حزيناً جداً حول شيء ما ، وإذا لم يخبرني ما هو ، إذا لم يثق فيّ كفاية ، لا أرى أي أمل لنا معاً .
يوم أمس عندما كان يحضنني ، شعرت بشيء ناعم ودائري تحت قميصه ، وكان موضوع في سلسلة ، سألته محاولة إغاظته ، إن كان هدية من كارولين ، لكنه تجمد ولم ينطق بكلمة واحدة ، بدا فجأة وكأنه بعيد آلاف الأميال ، وعينيه .....كان بهما ألم فظيع بالكاد استطعت تحمله ."
توقفت إلينا عن القراءة ، ثم تتبعت السطور المتبقية بعينيها بقراءة صامته : " أشعر وكأن هناك شخص ما جرحه بشكل فظيع في الماضي ولم يشفى منه بعد ، لكني أعتقد أيضاً بأنه خائف من شيء ما ، سر يخاف أن أكتشفه ، لو أتمكن فقط من معرفته ، سوف أثبت له بأنه يستطيع الثقة بي ، بأنه يمكنه الثقة بي مهما حدث إلى الأبد " .
" لو فقط أعلم " ، همست إلينا .
" تعلمين ماذا ؟ " ، قالت ميريديث ، فنظرت إلينا لأعلى مجفلة .
" أوه ...إن كنت أعلم ماذا سيحدث " ، قالت بسرعة ، مغلقة دفتر مذكراتها ، " أعني إن كنت أعلم أننا سوف ننفصل في نهاية المطاف ، أعتقد بأنني أريد فقط أن أنهي هذا الأمر وأتخطاه ، ولو كنت أعلم أن كل شيء سيكون على مايرام في النهاية ، فلن يكون لدي اعتراض على ما يجري حالياً ، لكن أن أمضي يوماً بعد يوم من دون التأكد ..هذا شيء مروع " . عضت بوني على شفتها ، ثم وقفت ، وعينيها تلمعان : " أستطيع أن أريك طريقة تجعلك تكتشفين ذلك إلينا " ، " جدتي أخبرتني عن طريقة يمكن استخدامها لمعرفة من ستتزوجين ، إنها تدعى العشاء الصامت " .
" دعيني أحزر ..إنها واحدة من خدع الدرويد القديمة ! " ..قالت ميريديث
" لا أعلم بالضبط كم عمرها " ،قالت بوني ، " جدتي أخبرتني بأنه كان هناك دائماً العديد من العشاءات الصامتة ، على كلٍ ، إنها تعمل ، لقد رأت أمي صورة أبي عندما جربتها ، وبعدها بشهر كانا قد تزوجا ، إنها سهلة إلينا ، وما الذي ستخسرينه إن جربتِ ؟ "
نظرت إلينا من بوني إلى ميريديث : " لا أعلم " ، " لكن ..انظري ..أنت حقاً لا تؤمنين ....."
استقامت بوني وعدلت قوامها بكرامة وتحدي : " هل تنعتين أمي بالكذب ؟ أوه ..هيا إلينا ..لا ضرر من المحاولة ، لم لا ؟ " " ما الذي يجب علي فعله ؟ " ، قالت إلينا بارتياب ، شعرت بشعور غريب من الافتتان والحماسة ، لكن في نفس الوقت أيضاً شعرت بالخوف نوعاً ما .
" إنه بسيط ، نحتاج أن نجهز كل شيء قبل منتصف الليل تماماً.... "
خمس دقائق قبل منتصف الليل ، كانت إلينا واقفة في غرفة طعام آل ماكلاو ، تشعر بالحماقة أكثر من أي شيء آخر . بإمكانها سماع صوت النباح المسعور ليانغتس من الفناء الخلفي ، لكن في الداخل لم يكن هناك أي صوت ما عدا صوت التكتكة البطيئة للساعة الطويلة . بعدما اتبعت تعليمات بوني ، هيأت المائدة السوداء الكبيرة الجوزية الشكل ، واضعة عليها طبقاً واحداً ، وكأساً واحداً ، وطقم واحد من الفضيات ، من غير أن تقول كلمة واحدة ، ثم أضاءت شمعة واحدة في حامل الشمع الموضوع في منتصف الطاولة ، وتموضعت خلف الكرسي الذي وضعت أمامه أدوات المائدة .
وفقاً لبوني ، في منتصف الليل تماماً ، من المفروض أن تقوم بسحب الكرسي للخلف وتدعو زوجها المستقبلي للداخل ، في تلك اللحظة سوف تنطفئ الشمعة ، وسيظهر شكل شبحي فوق الكرسي .
في وقت سابق ، كانت قلقة قليلاً حول هذا الأمر ، مترددة بشأن رؤية أية أشكال شبحية حتى لو كان زوجها المستقبلي ،لكن الآن الأمر كله يبدو سخيفاً وغير مؤذٍ ، مع سماعها صوت جرس الساعة ، عدلت قوامها ، وأمسكت حافة الكرسي بشكل جيد ، أخبرتها بوني بألا تفلت الكرسي حتى تنتهي الطقوس .
أوه هذا سخيف ، ربما لن تقول تلك الكلمات ..لكن مع بدء قرع جرس الساعة معلناً عن منتصف الليل ، سمعت نفسها تقول .." أدخل " ..قالت ذلك للغرفة الفارغة بخجل ..سحبت الكرسي ..ثم قالت : " أدخل ، أدخل ..." انطفأت الشمعة . حدقت إلينا في الظلام المفاجئ ، وشعرت بالريح ، عصفة باردة أطفأت الشمعة ، لقد جاءت من الأبواب الفرنسية التي خلفها . استدارت بسرعة ، إحدى يديها لاتزال ممسكة بالكرسي ....إنها تكاد تقسم بأن ذلك الباب كان مغلقاً !!
شيء ما يتحرك في الظلام !
غمر الخوف إلينا ، جارفاً معه حرجها ووعيها الذاتي و أي أثر للتسلية . يا إلهي ، ما الذي فعلتْه ؟ ما الذي جلبته لنفسها ؟ ...شعرت بأن قلبها قد انقبض ، كأنها غرقت – بدون أي تحذير أو انتباه – في أكثر كوابيسها رعباً ! لم يكن المكان مظلماً فقط ، بل صامت تماماً ، لم يكن هناك شيء لتراه أو لتسمعه ، ولقد كانت تسقط ...
" اسمحي لي " ، قال صوت ما ، ثم رأت شعلة ضوء تتوهج في الظلام .
للحظة فظيعة سقيمة ، ظنت أنه تايلور ، وتذكرت ضوء الولاعة الذي كان معه في الكنيسة القديمة ، لكن مع اشتعال ضوء الشمعة التي على الطاولة ، رأت اليد الشاحبة ذات الأصابع الطويلة التي تحملها ، إنها ليست قبضة تايلور السمينة الحمراء ، للحظة ظنت أنها يد ستيفن ، ثم ارتفعت عيناها نحو الوجه .
" أنت! " ، قالت بذهول ، " ماذا تظن نفسك تفعل هنا ؟ " ، نظرت إليه ثم إلى الأبواب الفرنسية التي كانت مفتوحة فعلاً ، ويبدو من ورائها الحشيش الأخضر ، " هل تدخل دائماً بيوت الآخرين بلا أي إذن ؟"
" لكنك طلبت مني الدخول " ، كان صوته كما تذكرته ، هادئ ..ساخر ..وفيه نبرة تسلية ، تذكرت ابتسامته أيضاً ، أضاف قائلاً : "شكراً لك " ، وجلس برشاقة على الكرسي الذي كانت قد سحبته .
انتزعت يدها من خلف الكرسي ، " لم أكن أدعوك ! " ، قالت بعجز ، كانت تشعر بمشاعر مابين السخط والحرج ، " ما الذي كنت تفعله بالتسكع أمام منزل بوني ؟ "
ابتسم .. تحت ضوء الشمعة بدا شعره الأسود يلمع كأنه سائل ، ناعم جداً ورقيق بالنسبة لشعر بشري ، وجهه شاحب للغاية ، لكنه فاتن و آسر تماماً ، التقت عيناه بعينيها واحتوتهما .
" هيلين ..جمالك بالنسبة لي مثل تلك المراكب النيسية القديمة التي تُحمل بلطف فوق البحر المعطر....."
" أعتقد من الأفضل أن تغادر الآن " ، إنها لا تريده أن ينطق كلمة أخرى بعد ذلك ، فصوته يفعل أشياء غريبة لها ، يجعلها تشعر بالضعف بشكل غريب ، وبذوبان في معدتها . " لا يجب عليك أن تكون هنا " ، توجهت نحو الشمعة لكي تأخذها وتتركه ، محاولة السيطرة على الدوخة التي تهدد بالتغلب عليها .
لكن قبل أن تمسكها ، قام بعمل شيء غير عادي ، أمسك يدها المتوجهة نحو الشمعة ...لكن بطريقة مهذبة لطيفة بعيدة عن الخشونة ، وأمسكها بين أصابعه الباردة النحيلة ، ثم أدار يدها ..وأمال رأسه الداكن ..ثم قبّل كفها .
" لا تفعل ....." ، همست إلينا متفاجئة ومنذهلة !
" تعالي معي " ، قال ذلك ، ثم نظر إلى عينيها .
" رجاء ..لا تفعل " ، همست مجدداً ، وشعرت بالعالم يدور من حولها ... إنه مجنون ! ما الذي يتحدث عنه ؟! أذهب معه إلى أين ؟ ..لكنها شعرت أنها دائخة للغاية وضعيفة أيضاً .
وقف لكي يساعدها على الوقوف ... مالت نحوه ...وشعرت بأصابعه الباردة فوق زر قميصها القريب من حنجرتها ...." أرجوك ..لا ...."
" لا بأس ، كل شيء على ما يرام ، سوف ترين " ، سحب القميص بعيداً عن عنقها ، ويده الأخرى خلف رأسها . " لا " ، فجأة ، عادت إليها قوتها ، وسحبت نفسها بسرعة بعيداً عنه ..وتعثرت بالكرسي .
" لقد قلت لك اخرج ، وأنا أعني ما أقول ..اخرج ...الآن "
للحظة رأت نظرة حانقة متوحشة في عينيه ، موجة داكنة من التهديد والوعيد ، ثم أصبحتا ساكنتين وباردتين ، وابتسم ابتسامة خاطفة رائعة ، لم تدم طويلاً . ثم قال : " سوف أغادر " ..." مؤقتاً ! "
هزت رأسها ، وشاهدته وهو يخرج من الأبواب الفرنسية من دون أن تنطق بكلمة واحدة ، عندما أغلقه خلفه ..وقفت في هذا الجو الساكن تماماً ..تحاول الحصول على نفس . السكون !! ..لكن لا يجب أن يكون المكان ساكناً ! ....استدارت نحو الساعة الطويلة في حيرة ، وكانت متوقفة ..لكن قبل أن تتفحصها عن قرب ، سمعت أصوات بوني وميريديث المرتفعة .
أسرعت نحو الرواق ، تشعر بضعف غريب وغير معتاد في ساقيها ، سحبت قميصها مجددا وزررته ، الباب الخلفي كان مفتوحاً ، واستطاعت رؤية شكلين في الخارج ..يقفان فوق شيء ما ممدد على الحشيش .
" بوني ، ميريديث ؟ ما الأمر ؟ " .
نظرت بوني لأعلى بينما إلينا تصل إليهما ، وعينيها ممتلئة بالدموع .." أوه.. إلينا ..لقد مات "
برجفة من الخوف ، حدقت إلينا لأسفل نحو الصرة الصغيرة عند قدمي بوني ، لقد كان الكلب يانغتس ، متمدداً بجمود وتصلب على أحد جانبيه ..وعينيه مفتوحتان ..ثم قالت : " أوه ، بوني ! "
" لقد كان مسناً " ، قالت بوني ، " لكن لم أتوقع أن يموت بسرعة هكذا ...فقط قبل لحظات كان ينبح ! "
" أعتقد من الأفضل أن ندخل " ، قالت ميريديث ، نظرت إلينا نحوها وأومأت موافقة ، فهذه الليلة ليست ليلة مناسبة ليكونوا خارجاً في الظلام ..وليست ليلة مناسبة لدعوة أحد للداخل أيضاً ! ..إنها تعلم ذلك الآن ..وبالرغم من ذلك فهي لاتزال غير مستوعبة لما جرى !!
عندما عادت إلى غرفة المعيشة ..وجدت مذكرتها مفقودة !
*************
رفع ستيفن رأسه عن العنق الناعمة المخملية للظبية ، لقد كان هناك ضجيج كثير في الغابة ..ولا يعرف بالضبط ما الذي قاطعه .
بينما القوة الذهنية لعقله انشغلت .. استيقظت الغزالة من ذهولها ، لقد شعر بعضلاتها ترتجف وتنتفض بينما تحاول الوقوف على قدميها .
اذهبي إذن ..تراجع للخلف وحررها تماماً ..رفعت نفسها ثم جرت بعيداً .
لقد اكتفى ...بدقة وحساسية ، لعق شفتيه ، شاعراً بأنيابه تتقلص وتتراجع ، لقد أصبح شديد الحساسية دائماً بعد كل وجبة مطولة ، فمن الصعب عليه أن يعرف ما هو المقدار الكافي له ..لم يشعر بأية نوبات من الدوخة بعد ذلك اليوم بجانب الكنيسة ، لكنه يعيش في خوف وترقب من تكررها ثانية .
إنه خائف من شيء واحد بالتحديد ..أنه قد يعود له إداركه يوماً وعقله يترنح بارتباك وحيرة ، ليجد أمامه جسد إلينا الرشيق مرتخٍ بين يديه ..حلقها النحيل به جرحين بلون أحمر ..قلبها قد سكن للأبد .
هذا ما كان ينتظره ويتوقعه !
الرغبة الدموية..بكل أهوالها وملذاتها ..ما تزال تشكل سراً ولغزاً بالنسبة له حتى الآن ..بالرغم من أنه عاش معها كل يوم لعدة قرون ..فإنه لايزال غير قادر على فهمها. كبشري فإنه بلا شك سيكون متقززاً ومشمئزاً من فكرة شرب الدم الغني الدافئ الخام مباشرة من جسد حي.. هذا بالضبط ما سيشعره حتى لو حاول أحد أن يقدمه له بكلمات منمقة .
لكن لم تقال أية كلمة تلك الليلة ..تلك الليلة التي حولته فيها كاثرين .
حتى بعد كل تلك السنوات ..لا زالت الذكرى واضحة تماماً ..لقد كان نائماً عندما جاءت إلى غرفته ..كانت تمشي بهدوء وسكون كما الشبح ..لقد كان نائماً ..وحيداً ....
لقد كانت ترتدي قميصاً داخلياً رقيقاً مصنوع من الكتان عندما جاءت إليه .
إنها الليلة التي تسبق إعلانها عن الشخص المختار ، ولقد جاءت إليه .
يد بيضاء فتحت الستائر التي تغطي سريره ، حينها استيقظ ستيفن ، عندما رآها بشعرها الأشقر الذهبي الشاحب الذي ينسدل على كتفيها ، وعينيها الزرقاوين قد لفتهما الظلمة ، صعق وبقي صامتاً .
نظر إليها بمحبة ..فلم ير شيء أجمل من ذلك في حياته ..ارتعش.. وحاول التكلم ..لكنها وضعت إصبعين باردين على شفتيه .
" هشش" ، همست له ، غاص السرير لأسفل تحت وزنها بينما تصعد إليه .
أشرق وجهه .. وقلبه كان يرعد بارتباك وإثارة ..لم يسبق لأي امرأة أن كانت في سريره ، وهذه كانت كاثرين ..كاثرين التي جمالها يبدو قادماً من الجنة ...كاثرين التي يحبها أكثر من روحه .
ولأنه يحبها ..قام بمحاولة وجهد عظيم . بينما تندس تحت الأغطية ..ساحبة نفسها قريباً منه حتى استطاع أن يشعر بنسيم الليل المنعش البارد في قميصها الرقيق ...قرر حينها أن يتكلم .
" كاثرين " ، همس ، " نحن ....أنا أستطيع الانتظار حتى نتزوج في الكنيسة ، سأجعل أبي ينظمه الأسبوع المقبل ، إنه ...إنه لن يكون وقتاً طويلاً ...."
" هششش" ، همست مجدداً ، شعر ببرودة على بشرته ، فلم يستطع منع نفسه .. وضع يديه حولها ثم قربها إليه .
" ما سنفعله الآن ليس له علاقة بما فهمته " ، قالت ذلك ثم مدت أصابعها النحيلة لتمسد حلقه .
لقد فهم . وشعر بومضة من الخوف ..التي اختفت مع استمرارها بتمسيد حلقه ..إنه يريد ذلك ..يريد أي شيء يجعله يبقى مع كاثرين .
" استلقي على ظهرك حبيبي " ، همست له .
حبيبي ، ترددت الكلمة بفرح في عقله بينما هو يستلقي على الوسادة ، أمال ذقنه للخلف حتى يظهر حلقه جيداً ، لقد ذهب خوفه الآن ، وحل محله سعادة عظيمة للغاية ..حتى أنه من شدة سعادته شعر بأنها سوف تحطمه !
شعر بنعومة شعرها المسرح على صدره ، وحاول أن يهدئ أنفاسه ، شعر بأنفاسها على حلقه ، ثم فمها ..ثم أسنانها .
كان هناك ألم حاد ..لكنه أجبر نفسه على البقاء ساكناً وعدم إصدار أي صوت ..يفكر فقط في كاثرين ..وكيف أنه يتمنى أن يعطيها دمه ..وتقريباً خف الألم مرة واحدة ..ثم شعر بالدم يُسحب من جسده ، لم يكن بذلك السوء كما كان خائفاً أن يكون ..لقد كان مثل شعور الإعطاء أو المنح ..مثل شعور الإطعام .
بعد ذلك شعر بأن عقليهما قد اندمجا معاً وأصبحا عقلاً واحداً ، بإمكانه الشعور بسعادة كاثرين وهي تشرب من دمه ، بهجتها ولذتها وهي تأخذ الدم الدافئ الذي يمنحها الحياة ، وعرف أنها تشعر ببهجته أيضاً وهو يعطيها . تراجعت الحقيقة للوراء ، والحدود بين الأحلام واليقظة قد طمست ، لم يستطع التفكير بوضوح ، لم يستطع التفكير نهائياً ، استطاع فقط أن يشعر ، وشعوره كان في تصاعد يحمله لأعلى وأعلى ، قاطعاًً آخر صلة بينه وبين الأرض .
في وقت ما لاحقاً ، ومن غير أن يدرك كيف جاء إلى هنا ، وجد نفسه بين ذراعيها ، وهي تحضنه مثل أم تحمل طفلها الرضيع ، ثم وجهت فمه ليستكين فوق اللحم العاري في مكان أعلى بقليل من العنق المنخفض لقميصها الليلي ، هنالك وجد جرح صغير ، يبدو داكناً نقيض بشرتها الشاحبة ، لم يشعر بأي خوف أو تردد ..عندما مسدت شعره مشجعة ..بدأ بامتصاص الدم .
**************
بدقة وفتور نفض الأوساخ عن ركبتيه . البشر كانوا نائمين في تلك اللحظة ، غارقين في سبات عميق ، لكن حواسه كانت متيقظة وحادة مثل حافة سكين ، كان من المفروض أن يكون قد شبع ، لكنه لازال جائعاً ، فالذكرى أيقظت شهيته . خياشيمه التقطت رائحة مسكية لثعلب ...ثم بدأ بالصيد مجدداً .
| |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: الفصل الثاني عشر"الجزء الاول" الثلاثاء مايو 17, 2011 9:17 am | |
| الفصل الثاني عشر
الجزء الأول
( الكلام الذي بين الأقواس إضافة من عندي )
دارت إلينا حول نفسها أمام المرآة الطويلة في غرفة خالتها جوديت ، كانت مارغريت جالسة على حافة السرير الكبير ذي السقف و القوائم الأربعة ، وعينيها الزرقاوتين متسعتين بإعجاب .
ثم قالت : " أتمنى لو حصلت على فستان مثله من أجل جمع الحلوى " .
" أنا أفضل ما ترتدينه حالياً كقطة بيضاء صغيرة " ، قالت إلينا مقبلة رأس مارغريت مابين الأذنين البيضاوين المخمليتين المتصلتين بعصابة رأسها . ثم استدارت ناحية خالتها التي كانت تحمل إبرة وخيطاً من أجل أية تعديلات ، " إنه كامل ورائع " ، قالت خالتها بحماسة ، " لسنا بحاجة لتعديل أي شيء " .
الفتاة التي قابلتها التحديق في المرآة تبدو كأنها خارجة من إحدى كتب إلينا عن زمن النهضة ، حلقها وكتفيها كانا عاريين ، والمشد الضيق فوق الفستان الأزرق الجليدي كان يظهر نحافة خصرها ، والأكمام الطويلة كانت مشقوقة ليظهر من تحتها القماش الحريري الأبيض للقميص التحتاني ، والتنورة الواسعة تنسدل على الأرض حولها ، لقد كان فستاناً جميلاً ، ولونه الأزرق الباهت كان يظهر بوضوح اللون الأزرق الأغمق لعيني إلينا .
بينما تستدير مبتعدة ، وقع نظر إلينا على الساعة القديمة ذات البندول التي فوق التسريحة : " أوه ....إنها السابعة تقريباً ..ستيفن سيصل في أية دقيقة " .
" هذه سيارته " ، قالت الخالة جوديت وهي تلقي نظرة من النافذة ، " سأنزل للأسفل وأدعه للدخول " .
" لا داعي " ، قالت إلينا بإيجاز ، " سوف ألاقيه بنفسي ، إلى اللقاء ، أتمنى لكم وقتاً طيباً في العيد " . ثم أسرعت تجاه الدرج .
ها أنا ذا ، فكرت إلينا ، عندما وصلت إلى مقبض الباب تذكرت ذلك اليوم قبل شهرين تقريباً ، عندما اعترضت طريق ستيفن في حصة التاريخ الأوروبي ، لقد راودها نفس الشعور من التوقع والإثارة والتوتر .
أتمنى فقط أن تنجح خطتي هذه المرة وليس كتلك المرة ، فكرت إلينا ، فمنذ أسبوع ونصف وهي تعلق آمالها على هذه اللحظة ، على هذه الليلة ، فإن لم تتقارب هي وستيفن الليلة فلن يكون بمقدورهما فعل ذلك أبداً .
فتحت الباب وخطت للخلف بينما عينيها تنظران للأرض وهي تشعر تقريباً بالخجل ، وخائفة من رؤية وجه ستيفن ، لكن عندما سمعت صوت تنفسه الحاد والعميق ، رفعت نظرها إليه بسرعة ، لكن ما رأته جعل قلبها يبرد .
لقد كان ينظر إليها بدهشة وتعجب ، ولكن ليست تلك الدهشة الممزوجة ببهجة كالتي رأتها في عينيه عندما كانت في غرفته لأول مرة ، لكن ما تراه في عينيه الآن أقرب إلى الصدمة !
" ألم تحب مظهري ؟! " ، همست له ، متفاجئة من اللسعان في عينيها .
تدارك نفسه بسرعة ، كالعادة ، طارفاً بعينيه وهازاً رأسه ، : " لا ، لا ، إنه جميل ، أنت رائعة " .
إذاً لماذا تقف هناك كأنك رأيت شبحاً ؟ ، فكرت إلينا ، لماذا لا تحملني ، تقبلني ....أو أي شيء آخر !
" تبدو مذهلاً " ، قالت بهدوء ، ولقد كان صحيحاً ، فقد كان يبدو وسيماً للغاية في بدلته ذات الرداء ، التي تلائمه تماماً وتلائم الشخصية التي يتقمصها ، لقد كانت متفاجئة من موافقته على تقمص هذه الشخصية ( الكونت دراكولا ) ، وعندما اقترحت عليه ذلك بدت عليه ملامح التسلية أكثر من أي شيء آخر ، فالآن يبدو أنيقاً ومرتاحاً في هذه الملابس كأنها ملابسه الاعتيادية !
" من الأفضل أن نذهب " ، قالها بهدوء لكن بجدية في نفس الوقت .
أومأت إلينا موافقة ، وذهبت معه إلى السيارة ، بينما قلبها لم يعد فقط بارداً بل أصبح صقيعاً ، لقد كان يبدو بعيداً عنها أكثر من أي وقت مضى ، وليس لديها أي فكرة تساعدها في إعادته مجدداً !
هدر الرعد فوقهما بينما هما في طريقهما إلى المدرسة ، كانت تنظر من نافذة السيارة بقنوط وملل . الغيوم في السماء كانت كثيفة وقاتمة ، بالرغم من أنها لم تمطر بعد ، والهواء يبدو ممتلئاً بشحنات كهربائية ، بينما تعطي السحب الركامية ذات اللون البنفسجي السماء مظهراً رهيباً كالكابوس . إنه بالفعل جو ملائم لعيد الهالووين . فهو يبدو خطيراً و متوعدا كأنه مشهد من العالم الآخر ، ولم يوقظ في إلينا إلا الرعب والفزع ! فمنذ تلك الليلة في منزل بوني فقدت تقدريها وإعجابها بمشاهد الطبيعة الخارقة و الغريبة .
لم تظهر مذكراتها مرة ثانية أبداً ، بالرغم من أنهم لم يتركوا مكاناً في منزل بوني إلا وبحثوا فيه ، وحتى هذه اللحظة لا زالت غير مصدقة بأنها فعلاً اختفت ، وفكرة أن شخصاً غريباً يقرأ في خصوصياتها يجعلها تتميز غيظاً ، لأنها بالتأكيد قد سرقت ، لا يوجد شرح آخر لما حصل ، فأكثر من باب كان قد فتح تلك الليلة في منزل آل ماكلاو ، فبالتالي أي شخص كان بإمكانه الدخول ، وهذا يجعلها ترغب في قتل أياً كان من فعل ذلك !
ظهرت في عقلها صورة عينين داكنتين ، ذلك الفتى ، الذي كانت قد استسلمت له تقريباً في منزل بوني ، ذلك الذي جعلها تنسى ستيفن ..هل هو من فعل ذلك ؟
حاولت أن تنشط نفسها بينما تتوقف السيارة أمام المدرسة وأجبرت نفسها على الابتسام بينما يمشيان في الأروقة . لقد كانت الصالة الرياضية بالكاد في حالة فوضى منظمة ( مظهر فوضوي لكن في نفس الوقت نتيجته جيدة ) ، فمنذ أن غادرت إلينا قبل ساعة كل شيء قد تغير ، قبلها كان المكان ممتلئاً بالطلاب المتميزون : أعضاء مجلس الطلبة ، لاعبي كرة القدم ، وأعضاء نادي المفتاح – كي كلَب ( نادي خاص يهتم بمشاكل طلاب الثانوية ويقدم لأعضائه خدمات رائعة ) ، كلهم كانوا يضعون اللمسات الأخيرة على الدعامات والديكور . أما الآن فالمكان ممتلئ بالغرباء ، معظمهم حتى ليسوا بشراً ( تقصد بذلك أن الطلاب متنكرون في أزياء الحيوانات أو شخصيات غير بشرية ) .
التفت ناحيتها عدة أشخاص - متنكرون في زي أشخاص أموات ذو جماجم مخيفة- بينما تدخل لداخل الصالة ، جماجمهم المبتسمة ظاهرة من تحت اللحم المتعفن لوجوههم . تقدم نحوها شخص آخر متنكر في زي رجل غريب المظهر ومشوه وله حدبة ، بالإضافة لآخر متنكر في زي جثة ذات بشرة بيضاء شاحبة وعينين صفراوين ، تقدم من مكان آخر مستذئب مقدمة وجهه ملطخة بالدماء ، وساحرة ذات مظهر كئيب .
أدركت إلينا بصدمة أنها لا تستطيع تمييز نصف هؤلاء بأزيائهم هذه ، ثم تجمعوا حولها ، مبدين إعجابهم بفستانها الأزرق الجليدي ، ومعلنين عن وجود مشاكل مستجدة ، أزاحتهم إلينا بهدوء عن طريقها وتقدمت ناحية الساحرة ، التي كان شعرها الداكن ينسدل فوق فستان أسود ضيق .
" ما الأمر ميريديث ؟ " ، قالت إلينا . " المدرب ليمان مريض " ، أجابت ميريديث بتجهم ، " ونحاول إقناع تانر بان يكون البديل " .
" السيد تانر ؟ " ، قالت إلينا متفاجئة .
" نعم ، وهو يثير ضجة حالياً ، مسكينة بوني إنها تحاول معه حالياً ، من الأفضل أن تذهبي إليها "
تنهدت إلينا وأومأت موافقة ، وأخذت طريقها عبر المسار المتعرج في الصالة ، وبينما هي تمر عبر غرفة التعذيب المروعة ، وغرفة السفاح المجنون المرعبة ، رأت أنهما قد صممتا بشكل جيد تقريباً ، فهما تبدوان مخيفتان ومرهقتان للأعصاب حتى تحت الأضواء .
غرفة الدرويد كانت بالقرب من المخرج ، وكان هناك تصميم من الورق المقوى عل شكل ستونهنج ( البناء الحجري القديم الذي بنوه الدرويد في انجلترا ) ، لكن كاهنة الدرويد الجميلة الواقفة بين تلك الكتل الحجرية – التي تبدو حقيقة – والتي ترتدي أرواباً بيضاء وتضع على رأسها إكليلاً من أوراق البلوط ، تبدو على وشك البكاء .
" لكن يجب عليك ارتداء الدم " ، صرخت بتضرع ، " هذا جزء من المشهد من المفترض أن تمثل دور الأضحية أو القربان " .
" ارتداء هذه الأرواب السخيفة سيء كفاية " ، أجاب تانر باختصار ، " لم يطلعني أحد مسبقاً أنني سوف ألطخ نفسي بالعصير ( الدم المزيف ) " .
" في الواقع لن يلطخك أنت " ، قالت بوني ، " بل سوف يكون فقط فوق الأرواب والمذبح ، فأنت الأضحية " ، كررت ذلك مجدداً ، كما لو أن ذلك سيقنعه ! " بالنسبة إلى ذلك .." ، قال تانر باشمئزاز ..." هذه المعلومات كلها مشكوك بصحتها وكل ما فعلتموه ليس دقيقاً ، فخلافاً للاعتقاد السائد ، الدرويد ليسوا هم من بنوا ستونهنج ، لقد بني في فترة العصر البرونزي التي ....."
تقدمت إلينا نحوهما : " سيد تانر ، ليس هذا هو المقصود من ذلك كله " .
" لا ، بالطبع لن يكون ، بالنسبة لك " ، " ولهذا السبب أنت وصديقتك العصبية رسبتما في التاريخ " .
" ليس هناك داعي أو مبرر لما قلته " ، شخص ما قال ذلك ..استدارت إلينا بسرعة فإذ به ستيفن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اذا بتتذكرو في الفصل الرابع لما بوني حكت عن الدرويد انهم بيقدمو قرابين بشرية ..وفي الفصل التاسع لما قرروا يعملوا غرفة للدرويد في الصالة فيها مذبح حجري وييجيبو قربان ..المهم اللي هو السيد تانر ..علشان تكون الامور واضحة ..
| |
|
| |
ايزابيل عضو متميز
عدد المساهمات : 1871 النقاط : 54421 تاريخ التسجيل : 05/02/2011 العمر : 28 الموقع : بورسعيد
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الثلاثاء مايو 17, 2011 9:09 pm | |
| | |
|
| |
vampire_girl عضو متميز
عدد المساهمات : 5529 النقاط : 58395 تاريخ التسجيل : 29/06/2011 العمر : 27 الموقع : the vampire diaries
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الإثنين يوليو 25, 2011 6:55 pm | |
| ميرسي عالرواية انا صراااحهةمن عشاق هاذ المسلسل | |
|
| |
Ayaamr عضو متميز
من الجميل أن تزرع وردة في بستان ولكن من الأجمل أن تضع الحب في قلب انسان
عدد المساهمات : 330 النقاط : 52811 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 30 الموقع : في عالم أحلام الرومانسية والحب الحقيقي
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الأحد نوفمبر 13, 2011 5:58 am | |
| يا أحلي صحبة اتفضلوا رابط أول كتاب رواية مترجمة كاملة من السبع كتب الخاص بذا فامباير دايري وطبعا الحقوق المحفوظة خاص بروايتي لانها ترجمة الكتاب الأول باسم الصحوة كلهم وانشاء الله ببيترجموا الكتاب الثاني يلاااااااااا ادخلوااااااا علي الرابط ده وحملووووووووووووه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|
| |
vampire_girl عضو متميز
عدد المساهمات : 5529 النقاط : 58395 تاريخ التسجيل : 29/06/2011 العمر : 27 الموقع : the vampire diaries
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الأحد نوفمبر 13, 2011 10:41 am | |
| | |
|
| |
بريق امل عضو جديد
عدد المساهمات : 1 النقاط : 44261 تاريخ التسجيل : 13/10/2012
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء السبت أكتوبر 13, 2012 8:26 pm | |
| | |
|
| |
eid عضو جديد
عدد المساهمات : 1 النقاط : 42751 تاريخ التسجيل : 13/03/2013
| |
| |
miss ella عضو جديد
https://i.servimg.com/u/f63/14/33/12/32/13024610.jpg عدد المساهمات : 1 النقاط : 38371 تاريخ التسجيل : 25/05/2014
| موضوع: رد: مذكرات مصاص الدماء الأحد مايو 25, 2014 2:38 pm | |
| مرحبا يا رفقائي أنا جد سعيدة بانضمامي إليكم ،و لكن من فضلكم بيقدر أحد يفهمني كيف أحمل رواية مذكرات مصاص دماء ،لأنو الرابط ما اشتغل معي،و رح أكون جد ممنونة لإلكم إذا ساعدتوني في أقرب الآجال.....شكرا. | |
|
| |
| مذكرات مصاص الدماء | |
|