ما بين الحلم ...........و..........الانفجار ***

كلما نظرت الى اسفل، أجد شيئاً ثابتاً لا يتحرك ،هو صامت بالنسبة للاَخرين اما بالنسبة الىٌ لا يخفى علىَ صمته ،لأنى اعرف شفراته هذه جيداً ،يكتم بداخله أحزانه وكثرة الأعباء التى تحدث فوق رأسه ،يكتم ويكتم لكن غضبه لا يحتمل ،عندما يفيض به الكيل يبدأ يخرج نيران وغازات تجعل كل من يقترب منها جثة هامدة ، هو يسكت لكن عندما يغضب يغضب بكل ما فيه من قوة ، اننى اتحدث عن أرضى.

كانوا دائماً يقولون ان الجمال هو جمال الداخل ،لكنى أحياناً لا اقتنع كلية بهذه المقولة ،لكن كلما نظرت الى ارضى،كلما تعجبت من جمالها الداخلى ،كلما دفعتنى للتنقيب بها ،يالها من مكان يحتوى الجميع ولا يرفض أحد !!،كثيراً ما تعانى من ضوضاء كثيف وحركات عنيفة من فوق رأسها وخبطات الجنس البشرى الذى لا يهتم بها ،لكنها أيضاً تظل صامتة فى حالة سكون ،انها كرة كلما ذهبنا الجهة منها تجمعنا ثانية الى بعضنا البعض ،لكننا للأ سف نراها فقط سطح مستوى ،تتكون من طبقات وكل طبقة تدفن فيها ذكريات ماضيها من الالم الشديد والفرحة الطاغية ،تدفنهم فى أحشائها ويعزيها أحياناً أحبائها الذين وراهم التراب بداخلها ،لم نتخيل يوماً عالمها الداخلى لاننا لا نكترث الا فقط بعالمنا نحن ،اعذرينى ايتها الأرض لم أدرى يوماً بالنيران المتلهبة بداخلك ،وانا هاهنا على السطح فى أكثر مكان ظلمة فيك .

لكننا منذ عدة أيام ليس لأول مرة،نرى الأرض تعبر عن مدى غضبها واستيائها ،لا أعلم اذا كانت انشقت لكى تبتلع من تريدهم ام من لا تريد ذبذات ارجلهم مرة اخرى فوق رأسها ،نجدها علت امواجها لكى تحمل كل من كان أما وجهها،كارثة للجميع ولكنها كانت فى فرحة غامرة ،لقد فجرت مياه ينابيعها التى فى اليابان لكى تنذر كل من يحاول ان يؤذيها أو يقترب اليها ،طفقت تتسع لكى تبتلع كل من تجده ،تذكيراً للكل انهم سوف يعودوا اليها حتماً ، واترك لكم هذا السؤال لماذا خصت الارض هذه الذبذات القوية العنيفة باليابان؟؟؟ انك يا عزيزى القارئ لا تحتاج الى لموسوعة العلمية أو فريق كامل من العلماء الجيوغرايفين لكى تجب على هذا السؤال ،لكنٍك تحتاج الى عقل واعى، وليس المهم ان تجب عنه ،ولكن الاهم ان تعد حقيبتك للسفر اليها.

انى وُجدت من ترابها ،وهى التى سوف تضمنى مرة اخرى بين ثانياها فى قبرى المرصع بالتراب ،فيا ايتها الارض لا تغضبى علىٌ هكذا مرة اخرى ولا تحملى نفسك فوق طاقتها ،فأنا منكِ واليكِ .