الشارع المصرى ضحك ولعب وجد

اعداد / خالد محمود منتصر

الشارع المصرى ضحك ولعب وجد

يمكنك ان تغلق الشارع كيفما تشاء بدون أن تتعرض لأية مشاكل أو اعتراض الآخرين , لو حدثت عندك حالة وفاة تستطيع ان تحول الشارع الى دار مناسبات وتغلقه بالصوان لكن تترك ممر صغير للناس لكى تمشي منه على رجليها .
أما لو حدثت مناسبة سعيدة ( فرح زفاف مثلا ) ممكن أن تغلقه من غير ماتترك ممر للناس , لانه لايوجد اساسا أي شخص سيمشى من الفرح قبل نهايته .
مصر هى الدولة الوحيدة التى يمكنك ان تركب التاكسي مجانا , ولكن يستوجب عليك ان يكون في جيبك شريط كاسيت ممكن ان تعطيه للسواق كي يقوم بتشغيله , ويزيد حماس السائق عندما يكون الشريط به كوكتيل شعبي حيث اغانى ( العنب , المولد , البلح أو اذا كانت خطبة من عذاب القبر .
مصر هي الدولة الوحيدة التي تستطيع ان تمشي بسيارتك في شوارعها وانت مخالف , ولكن اذا لمحك امين شرطة وطلب منك الرخصة كي يسحبها منك , فعندك حل من هذين الحلين وهما :- 1 – إما ان تستعطفه وتبرر له خطأك له كالطفل الذي تلمحه امه يعاكس بنت الجيران .
2- او ان تقوم بطريقة اكثر فعالية وهي انك تضع بين رخصة السيارة ورخصة القيادة ( ورقة بعشرين ) وتقولله : ( نهارك ابيض يا باشا ) , وهو النظام السائد حاليا .
مصر دولة في منتهى الديمقراطية , ومن امثلة ذلك ان الواقفون في الاشارة لديهم الحق في تحديد الوقت المقبول للوقوف في الاشارة , وعندما يتم تجاوز هذا الوقت تبدأ ( زفة الكلاكسات ).
لدينا في مصر ميزة كبيرة وهي انك ممكن ان تشتري سارينة اسعاف وتضعها في سيارتك لكى تخترق الزحام حتى وان لم يراك بقية السائقون من المرايا , أو انك تلتصق بسيارة اسعاف حقيقية وتكون حجتك ( انك قريب المريض الذي في السيارة , مع العلم بانه في بعض الاحيان لا يوجد مريض اساسا ) .
لدينا في مصر ميزة اخرى وه يانك ممكن ان تركب بجوار سائق الميكروباص ( على شماله ) وهناك المقعد الامامي الذي يتسع احيانا لثلاثة ركاب ( اتنين بجوار بعضهم والثالث على التابلوه او على ارجلهم ) , وهناك من يركب فوق شنطة السيارة وهى مسرعة , وهناك الموتوسيكل الذي يحمل اسرة كاملة , والحقيقة انه توجد ميزة بالشعب المصري وهي انك اذا لم تغلق باب سيارتك بشكل سليم , او ان احد اطارات السيارة يريد ان يتم تزويده , ترى من يسيرون بجانبك على ارجلهم او بسياراتهم ينبهونك بذلك ويلفتون نظرك باي مشكلة تلحق بسيارتك .
ومن اجمل ما نراه في الشارع المصرى تلك الجمل التي يتم كتابتها على السيارات وبعضها تكون طريفة والبعض الاخر تكون حكمة مثل ( دامت لمين ) ( السعادة في الرضا ) ( صغير بس يحير ) ( للكبار فقط ) ( المجروحين يمسكوا يمين ) ( يابركة دعاكي يا امى ) ( من حق الكبير يتدلع ) و ( يادلع دلع ) .
لدينا ميزة لا نراها هى فى حد ذاتها ولكن نرى آثارها فى الشوارع بسهولة، ميزة الميكانيكية المهرة الذين يسمحون لسيارات عمرها الإفتراضى إنتهى منذ سنوات بعيدة أن تستمر على قيد الحياة وتنافس سيارات الألفية الجديدة فى شوارع القاهرة(يعنى فيه ميكانيكية ممكن يخلوا عربيتك تعيش خمسين سنه على الأقل)، القاهرة هى العاصمة الوحيدة التى سترى في شوارعها سيارات موديل أوائل الستينيات (، وأوائل السبعينيات ، و نهاية السبعينيات ، وبداية الثمانينيات , ناهيك عن السيارات ابنة فترة الاربعينيات والتى أصبحت قطع تاريخية نراها على فترات فى شوارع الزمالك والمهندسين) طبعا بدون ذكر اسماء ماركات تلك السيارات منعا لعمل اعلان عنها ونحن في عام 2010 ) .
من اجمل مافي الشعب المصري روح التعاطف والامومة ، حيث انك إذا كنت على كورنيش المعادى او الأتوستراد او الطريق الصحراوى ، ولاحظت أن السيارات القادمة فى الإتجاه المقابل كلها بدون استثناء (عمّاله تقلّب لك نور) ، ستعرف فورا (إنه فيه رادار أو لجنة رادار على الطريق) و أن تقليب النور ماهو إلا تحذير أمهاتى إنه (خُد بالك يا بنى و على مهلك) .

من اجمل ما فى الشارع المصرى روح التعاون ، وتتجلى هذة الروح فى (ورطة الزق)، فعندما تعطل سيارتك وتطلب من أقرب مجموعة أشخاص أن (يزقوك) سيستجيب لك الجميع فورا..ولكن لأى مدى؟، لأبعد مما تخيل، فالشخص الذى تورط فى أن يزقك لن يتخلى عنك حتى تدور سيارتك وتنطلق مسرعا ملوحا له بالشكر من شباك سيارتك، لكن من الوارد أن تستمر عملية الزق لمسافة طويلة تجعلك تشعر بالإحراج ،ومن الوارد أن تتوقف العربية مرة أخرى فتنزل من سيارتك وعلى وجهك ابتسامة بلهاء فتجد الأشخاص الذين قصدتهم من قليل يعودون إليك مرة اخرى و يواصلون عملية الزق لدرجة تجعلهم يبتعدون عن المكان الذى كانوا يقفون فيه بمسافة تحتاج لمواصلتين علشان يرجعوا ل,لذلك فعلى السائق ان يقوم بتوصيلهم الى المكان الذي كانوا فيه عندما تدور السيارة , وبعض الناس لا يفهمون في ميكانيكا السيارات ومع ذلك تجدهم يقولون لك ( افتح كبوت السيارة ) .
لدينا عدد لا بأس به من الناس الذوق ، مثل هذا الشخص الذى لايكتفى بإشارة يمين ولكنه يخرج لك ذراعه من الشباك احتياطى لتكون مش واخد بالك، و هناك الشخص الذى لا يكتفى بإشارة الإنتظار إذا اضطر إلى الوقوف لكنه يرفع لك يده أعلى من مستوى السيارة فى إشارة تحمل مزيجا من الشكر والتنبيه،وهناك الشخص الذى تضطره الميكروباصات لأن (يكسر عليك) فيضطر إلى أن يسير قدامك لمسافة 200 متر وهو رافع إيده لك أسفا و إعتذارا، وهناك من يضطره الإستعجال لأن يقفل بعربيته عليك ويدخل الى محل ما وهو عينه على العربيات اللى قافل عليها و ما أن يراك تفتح باب سيارتك وقبل أن تتكلم تراه جاى جرى وعلى وجهه ابتسامه تجعلك تود أن تقول له (ياريت الناس اللى بتركن صف تانى كلها زيك كده)، يقول لك ( آسف ) فلا تملك إلا ان تقول له ( ما حصلش حاجه ) .
هناك شبه إتفاق بين المصريين إنه مافيش مشاكل يعنى وأنت سايق لو تسرق الحته دى عكسى أو تخطفها مخالف أو (أنت مالكش دخله من الفتحه دى بس خش خش الوقت متأخر مش هتلاقى حد واقف, طبعا الحد ده يعني أمين شرطة مثلا )
ومن الديمقراطية في مصر انك تستطيع ان تبنى مطب صناعي امام محلك التجارى معللا بـ ( ده باب رزق يا استاذ ) وهي حجة قوية , و بناء المطب حق مكفول لأى مواطن ولا يحتاج لتصريحات ولا يكلفه أكثر من شيكارتين اسمنت.
من المميزات التى يمكن الحصول عليها فى الشارع المصرى هى إنك ممكن تحجز مكان لعربيتك تركن فيه، مجرد قائمين من الحديد الصدىء و سلسلة من نفس الخامه ، و تقوم بزرع القائمين فى أى مكان فى الشارع معلنا استيلائك عليه و لن يعترض احد، بالعكس سيقوم جيرانك بالبحث عن مكان يصلح لتحويله إلى باركنج مشابه للذى اخترعته , مع ان ذلك ممنوع قانونا ولكن يتم القول بـ ( اديها ماشية ) .
ومن المميزات التي تجدها في الشارع المصري هي ان اي جدار موجود في القاهرة مثلا يعتبر سبورة لكتابة شئ على هذه الجدران وهذا موجود من ايام الفراعنة ,وهناك من يكتبون اسمائهم للذكرى وهناك من يرسمون قلوب منبعجة وهناك من يكتبون اعلانات للمغتربين , وهناك من يقوم بكتابة تصريحات عنترية مثل : ( عفوا هذا زمن الأهلى ) وهناك من يكتفون بالكشط والرسم على هذه الجدران.
ومن المميزات ايضا في المواطن المصري انه يبتسم في وجه اي سائح اجنبي او خليجي وإذا طلبت اي طلب من اي مواطن مصري نادرا ان يحرجك فيقوم بتلبية طلبك على الفور بداية بـ ( ممكن تقرالى المكتوب على الورقة ) مرورا بـ ( سيجارة ) ونهاية بـ ( ممكن جنيه اروح بيه ؟ ) .
وفي النهاية اقول ان الشعب المصري اطيب واحن شعب في الدنيا " وهذه المقولة واضحة ونتيجة لكل م اتردد من مواقف غريبة يقوم بها المصريون " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]